كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان التدريبات التي يجريها جيش الاحتلال في منطقة النقب تستهدف انجاز خطّة حربية كبيرة تنتهي بإعادة احتلال قطاع غزّة في غضون أسبوع واحد، فيما رجّحت مصادر أمنية فلسطينية أن ينفّذ الصهاينة عدوانا على غزّة خلال الصيف القادم أو في الخريف على أقصى تقدير. فقد بدأت القوات البريّة في جيش الاحتلال بمختلف أذرعها وبالتنسيق مع سلاح الجو التدريبات في مطلع الأسبوع تحت عنوان «أسبوع حرب». وقالت مصادر عسكرية إن جيش الاحتلال يضع لنفسه هدفا باحتلال القطاع في غضون أسبوع واحد. العدوان... قادم وكان قائد اللواء الجنوبي في جيش الاحتلال يو آف غلانت أعلن نهاية الشهر الماضي أن الحرب القادمة على غزّة أمر حتمي وأن المسألة مسألة وقت. وفي حديث لاحدى قنوات التلفزيون الاسرائيلي قال مصدر عسكري كبير أمس الأول أن الحرب القادمة لن تكون مثل الحرب السابقة على غزّة وستتّخذ شكلا أقسى وأشمل، وقد استخلصت العبر من سقطات واخفاقات الحرب الماضية» حسب تعبيره. والاخفاقات حسب تفسيره هي «قتل عدد من الجنود برصاص رفاقهم نتيجة للأخطاء في التنسيق بين القوات، وقد تم صنع جهاز جديد يوضع في كل دبابة ومجنزرة وطائرة نستطيع من خلاله التمييز بين قواتنا وقوات العدو بشكل قاطع، ولن يتكرّر الخطأ في التحقق من هوية جنودنا» على حد قوله. والجهاز هو عبارة عن شاشة حاسوب يرتسم عليها تحرّك القوات الاسرائيلية بدقّة من خلال رسائل بالشفرة. وحصّنت نقاط ضعف الدبابات، التي جعلت مقاومي «حزب الله» اللبناني ينجحون في تفجير عدّة دبابات خلال العدوان على لبنان صيف 2006. وحسب اعتقاد جيش الاحتلال فإن «حماس» تمكنت في السنة الاخيرة من الحصول على صواريخ حديثة مضادّة للدبابات عبر الانفاق، وهي نفس الصواريخ التي استخدمها «حزب الله» في حينه، وهي من صنع ايراني او كوري، حسب اعتقادات اسرائيل. واتضح في هذه التدريبات أن جيش الاحتلال يفكّر في استخدام أسلحة كيمياوية وبيولوجية في حربه القادمة سواء كان ذلك ضد «حماس» أو «حزب الله» ولذلك زوّد الدبابات والمجنزرات بوسائل وقائية، ويتدرّب الجنود على القتال وهم يضعون كمّامات واقية. توقعات وفي سياق متصل توقعت مصادر فلسطينية أن يقدم جيش الاحتلال الصهيوني على شن عدوان جديد على غزة خلال الصيف او الخريف المقبلين. وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها ان العدوان الاسرائيلي المرتقب على قطاع غزة مرتبط بانتهاء السلطات المصرية من بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة وانهاء قوات الاحتلال تركيب المنظومة الاسرائيلية المضادة للصواريخ على حدود قطاع غزة لمواجهة صواريخ فصائل المقاومة التي ستنطلق باتجاه اسرائيل خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع. وأشارت المصادر الى أن هدف العدوان الاسرائيلي القادم تنظيف قطاع غزة من جميع الاسلحة التي تم تهريبها لفصائل المقاومة من خلال الانفاق على الحدود مع مصر بعد ان تكون مصر أحكمت سيطرتها على الحدود من خلال الجدار الفولاذي وأنهت ملف التهريب من خلال حدودها. وألمحت المصادر الى أن اسرائيل لن تسمح بتعاظم أسلحة فصائل المقاومة بقطاع غزة، وأن ضغط الدول الكبرى على مصر لاقامة الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة جاء لنفس الهدف، الى جانب عدم السماح بتهريب الأسلحة للقطاع عقب تنظيفه منها خلال العدوان الاسرائيلي المرتقب. وفي الوقت الذي تواصل فيه مصر اقامة الجدار الفولاذي على حدودها لمنع التهريب من أراضيها لقطاع غزة تعتزم اسرائيل نشر منظومة «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ «غراد» و«قسام» و«كاتيوشا» في الصيف القادم من أجل التصدي للصواريخ الفلسطينية محلية الصنع التي تطلق من القطاع باتجاه البلدات والمدن الاسرائيلية القريبة من القطاع.