بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سؤالان مفتاحان لتحرير قدسنا
نشر في الحوار نت يوم 26 - 08 - 2010


بمناسبة اليوم العالمي للقدس.

القدس محرار الأرض.
سؤالان مفتاحان لتحرير قدسنا.

الشيخ الهادي بريك / ألمانيا
السؤال الأول : لماذا إحتللنا ولماذا إحتللنا في القدس بالذات ولماذا إحتللنا من لدن صنيعة أوروبا الغربية المادية بالذات؟
دعنا نقلد الأطباء في عملهم توخيا للمنهاج العلمي إذ أمراض العقول والنفوس هي أمراض الأبدان ولكن بجرثومة أخرى بل إن أمراض العقول والنفوس والأرواح ألد وأشد لأن العقل هو قائد سفينة الإنسان والقلب محرارها الهادي وبوصلتها الجامعة.
دعنا نقلد الأطباء لندرك جوابا صحيحا عم إحتللنا؟ الإحتلال اليوم عرض ليس أكثر والأطباء الناجحون الجرآء لا يهتمون بالأعراض إلا وسيلة للنفاذ إلى مكامن الجرثومة العدوانية الأولى.
إنما إحتللنا في فلسطين بالذات قبل زهاء ثلثي قرن كامل لتطويعنا ثقافيا وماليا لخدمة أغراض الإستحقاقات الإستراتيجية الجديدة التي فرضتها معاهدات سايكس وبيكو ومن قبلها مؤتمر بازل ومن بعدها إنتهاء الحرب العالمية الثانية و نشوء معاهدات سلمية وحقوقية منها ميثاق الأمم المتحدة و معاهدة جنيف لإلتقاط اللاجئين الشرقيين فارين من الشيوعية الحمراء. تلك إستحقاقات لا بد منها يفرضها الغالب ضد المغلوب. خرج الغرب الفلسفي المادي منتصرا بقوة السلاح والإرهاب في إثر تلك الحقبة التي بدأت بتفكك الإمبراطورية العثمانية الإسلامية و بداية إرهاصات الغزو الفكري مقدمة للغزو العسكري سلبا للأقوات ونهبا للثروات ولما تأذن تلك الحقبة الحالكة بالإنصراف لولا فجر صادق أبلج تصنعه المقاومة في غزة المحاصرة المجاهدة و تباشير صحوة إسلامية تتحرك فوق ألغام عربية و في ضوء مؤامرات غربية.
إحتللنا إذن لنكون مطمور رومة الخصب يؤمن القوت الدسم الكافي للقطاء الغرب الفلسفي العاهر و متبرجاته الفاسدات ومصانعه النووية التي تفتك بالإنسان بإسم مواثيق حقوق الإنسان ومعاهدة جنيف. فإذا كان ذلك في عرف التاريخ ودرسه البارع ( من بدر حتى رمضان- أكتوبر 1973 ميلادية مرورا ببني قينقاع وبني المصطلق وبني قريظة وبين النضير وخيبر ) غير ممكن دون إحتلال الثقافة التي تحول دون الإحتلال العسكري والمالي و الحضارة التي تعد الميت دون ماله شهيدا .. إذا كان ذلك كذلك فإن خير وسيلة لتأمين المطمور العربي الإسلامي لصالح الصناعة الأروبية العدائية ضد الإنسان وضد البيئة سواء بسواء هو إعادة غرس الخنجر الإسرائيلي التقليدي المعروف في خاصرة العرب وقلب المسلمين على مرمى بصر من سرة الأرض مكة المكرمة و في أكناف القدس الشريف. ليكن ذلك كذلك ولتلبس المعركة لبوسها الديني الكتابي الكاذب ولتبدأ حملة نابليون هذه المرة من القدس بعد أن فشلت حينما وجهت ضد أرض الكنانة مصر الشامخة.
إحتللنا بكلمة واحدة لنكون البقرة الحلوب يمص لبنها الغرب الفلسفي المادي الفاجر بصناعته المستكبرة الملوثة للبيئة وقبل ذلك لا بد من تقييد البقرة الحلوب بالسلاسل أو تهجينها بالإبر الواخزة المخدرة لعلها تتغرب أو تتأسرل أو تتهود أو تتنصر أو تتمسح أو تكون هوية شوهاء لا ترد يد لامس.
لماذا إحتللنا في القدس بالذات؟.
حتى تكون الحرب ضدنا دينية بمثل ما كانت حروب الفرنجة حروبا دينية صليبية بالمعيار الغربي الخائب. القدس رمز ديني إسلامي حضاري ثقافي عندنا ومقاومة ذلك الرمز لا بد منها لإخضاع الدين فينا فإذا خضع الدين فينا خضعنا بسبب أننا أمة لم يكن لها قبل الدين ذكر بين قوتي العالم يومها : الأكاسرة شرقا و الروم غربا وشمالا. إذا أردت إحتلال شيء إحتلالا إستيطانيا دائما وليس إحتلالا عسكريا عابرا فليس عليك سوى تحريف هويته الثقافية والحضارية و عندها ينقاد لك سلسا بمثل إنقياد العبد الذليل لسيده يلعق بلسانه خروقات حذائه و يشرب بشره عرق جسمه.
لماذا إحتلنا الإسرائيلون بالذات؟.
لم يحتلنا الإسرائيلون في الحقيقة ولم يكن الإسرائيليون في المعركة المقدسة الأم سوى آلة حرب و حدبة عدوان ماضية. ليس للإسرائيليين أي قوة ولا نفوذ ولا سلطان ولا حتى وجود بشري عمراني ضارب. لولا حماية الإسلام لهم عندما إستعبدهم اليونان وغيرهم لأنقرضوا من أديم الأرض كما إنقرضت الديناصورات. إنما إستخدمهم الغرب الفلسفي المادي المتبرج بنصره في حروب الفرنجة وما بعدها سيما في معركته الداخلية ضد الكنيسة المتألهة .. إنما إستخدهم الغرب لضرب الإسلام مقدمة لسلب خيراته ونهب ثرواته وإحكام السيطرة والنفوذ ضد أمة يخشى من نهضتها في كل فجر يوم جديد ويعود شبح فيينا المحاصرة من جديد وشبح الأندلس التي علمتهم فن الطهارة وإنشاء الحمامات وتخطيط المدن و أصول العمارة والحضارة والمدنية والرقي وأشباح أخرى كثيرة..
كانوا يدركون أن الإسرائيليين إذا إستوطنوا أروبا سيكونون عبئا عليها وخاصة بعد محرقة هتلر ضدهم فكان لا بد من البحث لهم عن أرض بلا شعب تؤويهم ولم يكن يومها في مؤتمر بازل أمامهم سوى أرض واحدة ذات شعب مستضعف متفرق مازال يعيش على أطلال الإنحطاط الذي سلم الأجيال الجديدة مفتاحا للنهضة إسمه : غلق باب الإجتهاد ومن أغلق باب الإجتهاد أغلق باب الحياة وفتح باب الموت.. من أغلق باب الإجتهاد أوصد بالضرورة باب الجهاد ومن أغلق باب الجهاد أوصد باب الحرية والكرامة وفتح باب العبودية والرق..
فليكن الإسرائيليون إذن سكانا جددا لأرض شعب ممزق بين إنحطاط ثقيل وغزو فكري عنيف و نظام عربي إسلامي مفكك و لتكن تلك قضية الغرب مع الشرق وليكن الإسرائيليون الضحية التي يقدمها الغازي الغربي الجديد كبش فداء تطحنه المقاومة في أيامنا طحنا حتى تكرهه على الفرار بجلده إلى حيث أتى موعودا بالجنة.
لم يعد ذلك مؤامرة غربية ولكن ذلك اليوم بالدعم الأروبي الأمريكي للصهيونية في فلسطين حقيقة سياسية ومالية وعسكرية وثقافية.
محاولة لأسرلة الإسلام فشلت.
جاءت المسيحية من الشرق إلى الغرب تريد تمسيح روما فما تمسحت روما ولكن ترومت المسيحية وبمثل ذلك حاول الغرب وهو يختار القدس محطة جديدة يؤوي فيها الإسرائيليين لئلا يكونوا عليه عبئا ماليا وسياسيا .. حاول أسرلة الإسلام أو تمسيحه أو تهويده أو تغريبه لنزع فتائل المقاومة فيه وتحويله إلى أرنب تكون طعمة دسمة جاهزة لأسود أروبا وثعالب أمريكا ..حاول الغرب ذلك ففشل فشلا ذريعا فما تأسرل ولا تمسح ولا تهود ولا تغرب ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث إزداد الإسلام قوة بالمقاومة المنداحة في فلسطين المحتلة ذاتها وفي أكثر من ربع من أرباع الأرض التي تشهد صحوة إسلامية غير مسبوقة.
السؤال الثاني : كيف نتحرر؟.
تحررنا مرتهن بالضرورة وبنسبة مائة بالمائة لصحة تحديد المرض بطريقة طبية علمية من جهة و صحة إختيار الدواء الشافي من جهة ثانية وصحة تناوله بحسب وصفة الطبيب وحالة الجسم من جهة ثالثة.
العملية التحريرية عملية طبية علمية مائة بالمائة حتى لو كانت في مجال الإجتماع وليس في مجال المادة.
من شروط التحرر.
1 مراجعة خطوات تعيين المرض وتحديد الجرثومة للتأكد من سلامة الوصفة و إنطباقها على المرض ورعاية الحالة الداخلية للجسم.
2 إذا كانت تلك الخطوات صحيحة سليمة فإن الخطوة التالية هي الحل المفتاح لتحرير أرضنا و إعادة الإعتبار لعرضنا و معافسة دورنا الحضاري الثقافي التاريخي المنوط بعهدتنا أي تحقيق الشهود الحضاري لأمة الإسلام على البشرية قاطبة بمعايير العلم والوحدة والقوة والرحمة والهداية والتكافل والسلم والأمن ورعاية التعدد ونبذ الظلم والجور و حماية المستضعفين و ردع المستكبرين.
3 الخطوة التالية ليست سوى تناول الدواء بحسب وصفة الطبيب وبحسب حالة الجسم ذاته.
4 فما هو الدواء وكيف نتناوله.
أ عنوان الدواء هو : المرجعية الإسلامية بحسب ما هي مبثوثة في الناطق الرسمي الأوحد بإسمها أي الكتاب والسنة هي المنطلق وهي المرجع وهي الموئل وهي المحكم عند الإختلاف وهي صمام الأمان وضمان الإنتفاع بالهوية فهي نحن ونحن هي لا ينفصل بعضنا عن بعض.
ب أول حبة من حبات ذلك الدواء هي حبة : الوحدة الإسلامية تحت سقف تلك المرجعية وحدة شعورية تجعل الجسم كله يتفاعل مع بعضه بعضا من أقصاه في الأرض إلى أدناه فيها فرحا في يوم الفرح وحزنا في يوم الحزن ووحدة عملية يترجمها كل مسلم ومسلمة حياة تنبض بالتكافل المادي والمعنوي في محيطه اليومي القريب. وحدة شعورية روحية ووحدة عملية ميدانية.
ج ثاني حبة من حبات ذلك الدواء هي حبة : رعاية التعدد وحماية التنوع تحت سقف تلك الوحدة آنفة الذكر. تعددا لا يلغي مدرسة كلامية ولا مذهبا أصوليا ولا إجتهادا فقهيا ولا منزعا فنيا ولا أدبيا ولا لونا ولا لهجة ولا لغة ولا عرقا وتنوعا لا يضيق ببعضه بعضا بل يرحب بعضه ببعض بوعي إسلامي عالي السقف جدا إسمه : لا تولد الحياة من الأسن ولكن تولد الحياة من الحركة ولا تتحرك الحياة إلا بقانون التنوع وسنة التعدد وهذان لا يولدان من الإشتراك دون إختلاف ولكن يولدان من إشتراك الزوجيات في شيء وإختلافهما في شيء آخر و ذلك وحده مبعث التكامل ومن التكامل يكون الإصطفاء ثم الإبتلاء وذلك هو الطريق الذي أختاره سبحانه لإرادته. وعي إسلامي عالي السقف جدا إسمه : المتبرم من المختلف الضائق من المتنوع هو عدو الله لأنه عدو إرادته وفضلا عن ذلك لن يطير بعيدا إلا كما يطير طائر كسير الجناح.
تعدد لا يلغي حتى التنوع الديني ذاته رعاية حرمة للمسيحيين واليهود وغيرهم ممن إختاروا الأمن والسلم والتعاون والمواطنة ولم يختاروا العنف والإرهاب والخيانة.
د ثالث حبة من حبات ذلك الدواء هي حبة : تفعيل المقاومة لطرد المحتل الإسرائيلي الصهيوني بسبب أنه معتد محتل ظالم وليس بسبب أنه يهودي وما هو بيهودي عند التحقيق التاريخي. مقاومة جامعة متكاملة يخدم فيها سلاح غزة قلما مجاهدا بمداده و تتكامل فيها الفنون المقاومة مع فنون الرصد و الإعداد للقوة في غزة.مقاومة لا تفرط لا في مداد قلم ولا في كلمة لسان ولا في ريشة فنان ولا في حنجرة منشد ولا في نص روائي ولا في نص توثيقي ولا في رسم ساخر ولا في علم فلسطين يتباهى به الأشبال في مشارق الأرض ومغاربها رمزا للأرض المحتلة وعنوانا لأولوية المقاومة قيمة خلقية إنسانية عالية. مقاومة تنبذ التطبيع مع العدو المحتل ومع كل من يدعم العدو المحتل يستوي في ذلك أن يكون التطبيع سياسيا أو تجاريا أو عسكريا أو فنيا أو رياضيا أو أدبيا أو إجتماعيا. التطبيع بكل أشكاله ومظاهره والمقاومة بكل أشكالها ومظاهرها عدوان لدودان لا يلتقيان إلا كما يلتقي الماء بالنار أو السم بالعسل.
ه رابع حبة من حبات ذلك الدواء هي حبة : مقاومة الإستبداد السياسي الداخلي المهيمن على أرضنا العربية والإسلامية يمد الإحتلال الصهيوني بشتى أنواع الدعم سرا وعلنا ويحبس الأحرار أن يساندوا المقاومة ويدافعوا بما يليهم عن أرضهم المحتلة وقدسهم المغتصبة. هما مساران متوازيان يخدم بعضهما بعض دون ريب : مسار مقاومة الإحتلال في فلسطين ومسار مقاومة الإستبداد السياسي ومخلفاته الآثمة في بلداننا العربية والإسلامية. المقاوم هنا المستسلم هناك هو أكذب الكذابين و المستسلم هنا المقاوم هناك هو أكذب الكذابين كذلك. مساران لا يختلفان إلا في منهج المقاومة إذ لا بد أن تكون سلمية هنا عسكرية هناك.
و خامس حبة من حبات ذلك الدواء هي حبة : نشدان النهضة العربية والإسلامية في كل الحقول التي تشكو اليوم منا خذلانا وتهاونا من مثل الحقل العلمي والفكري والثقافي والفني بحثا و كشفا و تأهلا وإنتاجا وأداء وطلبا و ترويجا وترجمة وتوثيقا ومن مثل الحقل الإجتماعي الذي تشهد فيه الأسرة تحللا يكاد يقترب من النموذج الغربي الفلسفي العاهر الذي ستكون الأسرة بإذنه سبحانه إما منقذه من الهلاك أو سبب هلاكه ومن مثل الحقل الإقتصادي طلبا ونحتا لأكثر النظم دنوا للعدل والقسط بين الناس تكافؤا بين الفرص في الإنتاج والتوزيع والإستهلاك و الإتجار ومن مثل الحقل العمراني بما يناسب تغذية الأمة بأمة من الشباب جديدة ونبذ الخيار الغربي الفلسفي المادي القائم على إنقراض النسل ووأد الإنسان وقتل المستقبل.
ز سادس حبة من حبات ذلك الدواء هي حبة : تفعيل الحوار والدعوة والتعايش السلمي مع الناس في مشارق الأرض ومغاربها. لقد تبين بجلاء ما بعده جلاء في إثر قصف العدو الإسرائيلي لقافلة الحرية قبل شهور بمثل ما تبين في إثر محرقة غزة قبل زهاء عامين أن المجتمع الدولي يناصر الحق والعدل والقسط والكرامة والإستقلال والقيم الإنسانية النبيلة كلما تبين له فيها الحق من الضلال والرشد من الغي من جهة وكلما وجد لها سفراء أمناء صادقين يغالبون جراحاتهم الثخينة و يعتمدون كلمتهم لدى أولئك الناس حيثما كانوا بلغة العصر في شموخ وإباء من جهة أخرى. أساس هذه الحبة أن الإنسان مفطور على الخير والحق والتكافل ولكن يحتاج إلى راحلة تقوده إلى ذلك إذ لا يتكافل الإنسان في الأرض مع ضحية صامتة خرساء ولكن يتعاطف مع ضحية مقاومة لا تستسلم وتصرخ بمدادها ولسانها صباح مساء ليل نهار دون فتور ولا يأس.
تلك حبات ست من علبة دواء كفيلة بوضعنا على درب التحرر وهو طويل شاق شائك دون ريب ولكن السير فوقه رغم ذلك سير ممتع مشوق محبوب لأن فيه راحة نفس وسكينة وطمأنينة وفيه ساعات إستجمام و تأهل لجولات جديدة.
درب فيه المرارة دون شك ولكن مرارة الجهاد والمقاومة ألذ في صدورنا من مرارة النفاق والكذب ولي أعناق الحقائق والسير في ركاب الخونة والظلمة والمستكبرين والمستسلمين والمتخاذلين.
القدس محرار الأرض.
لا يقوم العالم اليوم بأسره ولا تقعد الدنيا اليوم كلها إلا على خبر من الأرض المحتلة وفي أكناف المقدس أو على تحليل من هناك. تعدلت الدنيا كلها في السياسة والإقتصاد والإجتماع والإستراتيجية على محرار القدس وفلسطين وفي ذلك آية على معجزة من معجزات الإسلام المعطاء : معجزة إسلامية صنعتها المقاومةإسمها : من ضعف غزة نصنع القوة التي تدوخ الدنيا ومن صغر غزة نصنع الشموخ الذي يهدي الناس ومن قلب فلسطين ومن قدسها الشريف نصنع الخبر و نحبر التحليل ونكون محرار الأرض كلها بنا ترتفع حرارتها وبنا تنخفض.
ألمانيا. في 12 رمضان 1431
الشيخ الهادي بريك ألمانيا : إمام وخطيب بألمانيا

المصدر : http://www.qudsday.com/Aqsa2011/index.html


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.