هدّد الدكتور محمد البرادعي، المرشح المفترض لرئاسة الجمهورية بمصر، باللجوء إلى العصيان المدنِي ضد النظام الحاكم، قائلًا: "نزولنا للشارع سيكون الخطوة الأولى والأخيرة في عمر النظام السياسي.. فالعصيان المدني الورقة الأخيرة في التغيير السلمي". وأضاف البرادعي، خلال حفل الإفطار الذي نظّمته الحملة الشعبية لدعمه بمناسبة مرور عام على تأسيسها، أن الفصل هذا العام سيكون من خلال جهود المتطوعين في حملات دعم التغيير وجمع التوقيعات، داعيًا لمقاطعة الانتخابات القادمة، بعد رفض النظام الحاكم الاستجابة لمطالب قوى التغيير رغم وصول عدد الموقعين للرقم مليون، قائلًا: "أركان النظام ردّدوا أنه بالوصول لهذا الرقم ستكتسب مطالب التغيير مشروعية، حين كان رقم المليون حلمًا مستحيلًا، الآن نريد الوصول لثلاثة، وحتى سبعة مليون وأكثر، وقد أثبتم أن ذلك ممكن". وبحسب صحيفة "الشروق"، فقد أكّد البرادعي أن خيار النزول للشارع وبدء العصيان المدني هو خيار متاح ومطروح، إلا أنه وضع له شروطًا خاصة، وقال، خلال مائدة الإفطار التي أقيمت بمناسبة مرور عام على تأسيس الحملة الشعبية لدعمه: "لن ننزل للشارع سوى النزلة الأولى والأخيرة، ولا أودّ الوصول للعصيان المدني، ولن نلجأ إليه إلا مُجْبَرين"، وأضاف البرادعي: "لن نتسرع في النزول للشارع، وما زال لدينا الكثير". وحول انتخابات مجلس الشعب القادمة، دعا البرادعي لمقاطعة شاملة للانتخابات ترشحًا وتصويتًا، وقال: إن امتناع المعارضة والمستقلين عن الترشح سيكشف ما تبقى من هيبة لنظام الحزب الوطني، وشنّ هجومًا حادًا على الوطني قائلًا: "البلد بلدنا، وليس بلدهم وحدهم، والحزب الوطني قاد البلاد للفشل على مدار 40 عامًا، وهو نظام يفتقد الشرعية، ولو كان وطنيًا بحق لاعترف بفشله وامتنع عن خوض الانتخابات بعد هذا التردي الواضح"، مضيفًا: "النظام سيسلم النمر لو قاطع الجميع الانتخابات". وشنّ البرادعي هجومًا قويًا على قانون الطوارئ قائلًا: "أنا أعلم أن اجتماعنا الآن مخالف لقانون الطوارئ، وهذا مصدر فخر لي، فأنا لن ألتزم بقانون يتعارض مع حقوق الإنسان"، أضاف البرادعي: "لن أدخل معبد النظام، ونحن نطالب بهدمه بطريقة سلمية لا عنيفة، ومن يطالبني بالامتثال للدستور والقانون أؤكّد له أن ما لدينا من عوار ليس له صلة بدستور أو قانون، وليس لدينا سياسة في مصر". وحول طبيعة المرحلة القادمة بعد وصول التوقيعات لرقم مليون قال البرادعي: "مرحلة ما بعد التوقيعات لم تأتِ بعد، وأتمنى أن تأتِي انتخابات الرئاسة، ولدينا توقيعات توكل الجمعية الوطنية للتغيير بتمثيل جميع الفئات"، مضيفًا: "من يطالبني بالكشف عن برنامجي أؤكّد له أن أي برنامج يظلّ بلا قيمة في غياب الديمقراطية". وأكّد البرادعي أنّ العمل من أجل الإصلاح والتغيير سيستمر في الداخل والخارج، متهكمًا على من يدعون أن التغيير شأن داخلي مصري، قائلًا: "حقوق الإنسان قيم عالمية، وأنا في كل زياراتِي أعطي دفعة للتغيير باكتساب تعاطف عالمي مع حقوق الشعب المصري". وحول مرحلة ما بعد تحقيق التغيير قال البرادعي: "لا أود في هذه المرحلة تحميل أحد مسؤولية الماضي، وسنحرص على المصالحة ليعيش الجميع في كرامة ونتعاون معا لخدمة البلد"، وأضاف: "يمكن لهم حينها الحديث عن الخروج الآمن أو أي نوع من الخروج يتحدثون عنه".