توصل اجتماع القوى السياسية المصرية الخميس في مقر الازهر الشريف الى وثيقة لنبذ العنف وجدولة الحوار الوطني للخروج من الازمة التي تعيشها مصر منذ بداية الاسبوع الجاري و تسببت في سقوط اكثر من 50 قتيلا معظمهم في مدن قناة السويس الثلاث. وتوصل الاجتماع الي وثيقة من عشر نقاط تخص اتفاق القوى السياسية على الالتزام بالمبادىء الوطنية والقيم العليا لثورة 25 يناير. وشملت ابرز نقاط الوثيقة التاكيد على حرمة الدماء وحرمة الممتلكات العامة والخاصة، والتاكيد على نبذ العنف بكل صوره واشكاله، والتاكيد على واجب الدولة ومؤسساتها الامنية في حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة بالاضافة الي تشكيل لجنة للحوار تجمع ممثلين عن جبهة الانقاذ الوطني والقوى السياسية التي حضرت جلسات الحوار الوطني السابق بالاضافة الى ممثلين اثنين من الشباب. ودعا امام الازهر الشيخ احمد الطيب الخميس في مستهل الاجتماع في مقر الازهر في القاهرة الى الحوار الوطني ونبذ العنف. واكد شيخ الازهر في كلمته لدى افتتاح اللقاء على "جعل الحوار الوطني الذي تشارك فيه كل مكونات المجتمع المصري دون اي اقصاء هو الوسيلة الوحيدة لحل اية اشكالات او خلافات. فالحوار هو السبيل الى التعارف والتعايش والتعاون على انهاض هذا الوطن ليحقق طموحات سائر المواطنين". واضاف الطيب متحدثا الى قادة المعارضة الليبرالية واسلاميين وحركات ثورية ومستقلين وممثلين للاقباط ان التنوع والاختلاف "يمثل الضمانة ضد الاستفراد بالقرار الذي يؤسس للاستبداد". وغابت رئاسة الجمهورية والحكومة عن الاجتماع والوثيقة التي وصفها الحضور بالتاريخية. وحضر الاجتماع محمد البرادعي احد ابرز شخصيات جبهة الانقاذ والوطنية وهي الائتلاف الرئيسي المعارض وعمرو موسى المنتمي الى الجبهة كذلك وزعيم حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني وهو الجناح السياسي لحركة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المصري محمد مرسي. كما شارك في الاجتماع ممثلون عن كنائس مصر وحركات اسلامية. وياتي اللقاء فيما تتكثف المبادرات لتغليب الحوار حيث تشهد مصر منذ اسبوع موجة عنف جديدة اندلعت في الذكرى الثانية لانطلاق الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وادت الى مقتل 56 شخصا على الاقل. وحض امام الازهر الاطراف المختلفة الى "اعلان التحريم والتجريم لكل الوان العنف والاكراه" والتزام "سلمية التنافس على السلطة وسلمية التداول لهذه السلطة". وكان البرادعي دعا الاربعاء الى اجتماع عاجل مع مرسي بعد يومين على رفضه دعوة للحوار اطلقها رئيس الدولة الاسلامي.