تمّر اليوم الجمعة 6 فيفري 2015 سنتين على اغتيال الشهيد شكري بلعيد الذي اغتيل أمام منزله بالرصاص في 6 فيفري 2013، اغتياله خلف العديد من ردود الفعل، واتهمت فيه النهضة ولم تكتشف حقيقته الى اليوم رغم الاحتجاجات الدورية المتواصلة للمطالبة بالكشف عن حقيقة اغتياله، وطالبت الجبهة بالتحقيق مع القيادي في حركة النهضة علي العريض.... وكان بلعيد في آخر مداخلة اعلامية له يوم 5 فيفري 2013 قد تحدث عن حركة النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي بعد ارتفاع اعتداءات رابطات حماية الثورة..واليوم تحيي تونس الذكرى الثانية لاغتيال بلعيد في يوم رمزي تحت شعار "شكري حي كان معانا ولاّ فينا". شكري بلعيد ولد في 26نوفمبر 1964بجبل الجلود لعائلة عمالية كادحة، زاول دراسته بالمدرسة الابتدائية بنهج سكيكدة ثم انتقل إلى المعهد الثانوي بالوردية وهناك انطلقت حياته السياسية وتم إيقافه سنة 1984 على خلفية مشاركته في انتفاضة الخبز وتم الاحتفاظ به لمدة شهر .بعد حصوله على شهادة الباكالوريا انتقل إلى كلية العلوم شعبة فيزياء كيمياء لكن ثقل الأعباء السياسية و التنظيمية منعته من التفرغ للدراسة بتونس. أسس في هذه الفترة مع ثلة من رفاقه الفصيل الطلابي "الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة" تم اعتقاله بعد حملة ملاحقات و تجنيد قسري ثم أحيل إلى معتقل رجيم معتوق . سنة 1988ساهم في انجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس و انتخب عضوا بمكتبه التنفيذي . انتقل إلى العراق للدراسة حيث حصل على الإجازة في القانون كما تلقى تدريبا عسكريا حاز على إثره على شهادة "متدرب متميز" . وساهم في بناء علاقات متميزة مع عديد القوى الوطنية و التقدمية في الوطن العربي . عاد إلى تونس في أواخر سنة 1998 ليتعرض إلى مضايقات أمنية عديدة وقرر السفر من جديد و كانت الوجهة هذه المرة فرنسا حيث واصل دراسته القانونية في المرحلة الثالثة وتحصل على شهادة الماجستير في القانون . وفي نفس الفترة كانت له نشاطاته عديدة في مجالات متنوعة لا سيما أثناء حملة مناهضة الحرب ضد العراق سنة 2003 و مقاومة الديكتاتورية في تونس . عاد إلى تونس ليتمكن من ممارسة مهنته كمحام. فلم يتغيب عن كل المحاكمات السياسية و كان صوتا حرا يصدع بالحق و لا يخشى لومة لائم خاصة إبان محاكمات مناضلي الحوض المنجمي . تم اختطافه و إيقافه يوم 27 ديسمبر 2010 اثر مطالبته برحيل الديكتاتور بن علي أمام قصر العدالة بنهج باب بنات. بعد 14 جانفي ظل يناضل من أجل استكمال مهام الثورة أسس مع ثلة من رفاقه حركة الوطنيين الديمقراطيين التي كان منسقها العام .عمل جاهدا على توحيد مختلف فصائل الوطنيّين الديمقراطيّين فأثمر هذا الجهد تأسيس حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد الذي عقد مؤتمره التأسيسي في موفى شهر أوت وبداية شهر سبتمبر 2012 وانتخب الرفيق شكري بلعيد أمينا عاما للحزب الجديد وأطلق خلال مؤتمره التأسيسي مشروع الحزب اليساري الكبير بالتوازي مع تثبيت بناء الجبهة الشعبية التي كان أحد أبرز مؤسسيها في اجتماع شعبي حاشد في قصر المؤتمرات يوم 07 أكتوبر 2012. كما دعا في آخر ندوة صحفية و حوار تلفزي على قناة نسمة يوم 05 فيفري 2013 إلى تأسيس جبهة واسعة مناهضة للعنف والإرهاب و أيضا دعا الأحزاب السياسية إلى المشاركة في حوار وطني يفضي إلى توافقات سياسية بين مختلف الفرقاء السياسيين، وكان من أول الممضين على ميثاق تونس للحقوق والحريّات. تلقى تهديدات عديدة بتصفيته الجسدية لكنه كان دائم النشاط والحركة قائلا بابتسامته المعهودة أنه لن يخضع للتهديد. امتدت له يد الغدر والإرهاب والإجرام صبيحة يوم الأربعاء 06 فيفري 2013 بستة رصاصات غادرة وحاقدة تلقاها الشهيد شكري بلعيد أمام منزله.