الفوضى والعنف في ليبيا ضد المهاجرين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء يزيد من موجة لجوء اليائسين منهم عبر المتوسط ، وفق ما أعلنت عنه فرق مساعدات بينما تحاول إيطاليا إيواء مئات الأشخاص الذين وصلوا إليها هذا الأسبوع. وقد روى شاب ارتيري يبلغ من العمر 17 عاما، ويدعى براهان، معاناته على يد الميليشيات والعصابات التي قتلت بعضا من زملائه المهاجرين."مهربو المهاجرين كانوا يتعاطون المخدرات باستمرار ، لقد رأيتهم يرشون الناس بالنفط ويضرمون النار فيهم." "توقفنا قرب بنغازي لشهر، كانوا يضربوننا باستمرار بقضبان حديدية ، بل رأيتهم يقطعون رؤوس مسيحيين". وتحدث براهان عن العيش في مصنع للسردين قرب طرابلس برفقة حوالي 1000 مهاجر. " إذا ما تحدث أحد منا مع صديقه أو جاره ، كانوا يشبعونه ضربا ، وكل ذلك يفعلونه لابتزازنا وأخذ أموالنا. كما كانوا يتصلون بعائلاتنا ويقولون لهم إننا سنموت ويضربوننا بقوة حتى يسمع أهلنا صراخنا خلال المكالمات". مهاجر آخر من مالي ، يدعى مامادو ، 18 عاما ، قال :"لقد اضطررت للمغادرة للبقاء حيا، كان يجب أن أترك ذلك الجحيم ، لم أعرف حتى أين أذهب ، لم أكن أعرف إلى إيطاليا أم تونس، المهم كان هو أن أغادر ليبيا." الناجون من غرق قارب للمهاجرين على بعد ثمانين ميلا شمال ليبيا يوم الأحد، وصفوا كيف غرق 400 شخص بعدما علقوا في الباخرة. " رأيت رضيعا يختفون بين الأمواج فيما أمهاتهم يلحقن بهم أثناء محاولة الإمساك بهم" قال أحد الناجين لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية. جانب من الأشخاص ال 145 الذين تم إنقاذهم من سفينة صيد غصت بهم ، قالوا إن القارب غرق عنما اقتربت منه سفينة تجارية وراح المهاجرون إلى جانب واحد للتلويح للسفينة ، ما أدى إلى انقلاب القارب". لم يكن الحادث سوى الأخير في سلسلة مآس في البحر المتوسط ، وترفع إلى 8900 عدد المهاجرين الذين غرقوا في المتوسط هذه السنة ، مقارنة ب 17 خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. أمس ، كان جيش من الممرضات وضباط الشرطة ومسؤولي الهجرة وموظفي الإغاثة بالانتظار تحت خيام نصبت على عجل في ميناء باليرمو بينما كانت مجموعة من الرجال الأفارقة بملابس ممزقة ومتسخة وحفاة، إلى جانب نساء التحفن أغطية بنية ينزلون جميعا من إحدى السفن ، وكان لافتا أن أحد الرجال يحمل عصابة ملطخة بالدم على عينيه فيما كان الباقون يعرجون بسبب الإنهاك. الأطباء الذين كانوا يحملون أقنعة واقية قاموا بفحص المهاجرين واحدا واحدا قبل إعطائهم كيسيا يحتوي على تفاحة وسندويتش وقنينة ماء. " لقد كنا عبيدا في ليبيا". يقول ليامين سانغريا من غينيا الاستوائية . "لا تخافوا منا. نحن من يجب أن يخاف". وتؤكد الهيئات الإنسانية أن ارتفاع محاولات العبور تعود بالأساس إلى العنف والظروف المروعة في ليبيا ، التي وقعت في براثن حرب أهلية متجدددة خلال الأشهر الستة الأخيرة. "لقد أصبحت ليبيا أكثر من أي وقت مكانا خطيرا للأفارقة من جنوب الصحراء" يقول إيتايي فيفيري من المنظمة الدولية للهجرة التي تُقدِّر أن هناك مليونين ونصف مليون مهاجر في ليبيا. "مستويات الوحشية التي رواها المهاجرون لزملائنا في إيطاليا تعني أنهم يتوقون للعبور بأسرع وقت "، يقول جيما باركن من منظمة أنقذوا الطفولة ، قبل أن يتابع "في الماضي كان هؤلاء يشتغلون عمالا موسميين ولكن المجموعات المسلحة الآن تستغل الوضع الأمني وسيلة لابتزازهم".