شهدت البلاد التونسية الصائفة الفارطة وتحديدا في شهر رمضان المعظم العديد من الهجمات الارهابية الغادرة التي ادت الي مقتل العشرات من جنودنا البواسل , و لعل من ابرزها استشهاد 4 جنود في اليوم الرابع من رمضان في جبل ورغة من ولاية الكاف بعد انفجار لغم ارضي . و في صورة اخري تفوق الاولي بشاعة, ووفق للتسلسل الزمني فقد شهدت البلاد التونسية اكبر فاجعة تقريبا منذ الاستقلال حيث استشهد بتاريخ 16 جويلية 2014 خمسة عشرا جنديا و جرح 23 اخرين في عملية جبانة شنتها الجماعات الارهابية تزامنا مع اذان المغرب في المنطقة العسكرية المغلقة و تحديدا بجبل التلة بالشعانبي . كما وقع في ذات الشهر اغتيال الشهيد محمد البراهمي يوم 25 جويلية علي مقربة من منزله بحي الغزالة , لتتوالي المشاهد المأسوية يوما واحد بعد استشهاد البراهمي بمقتل عنصرين من الجيش الوطني و جرح 6 اخرين في كمين ارهابي بولاية الكاف ,ثم يختم بذلك الارهابيين شهرهم الهمجي بقتل 8 عسكريين يوم 29 من نفس الشهر . الارهابيون ينفذون عملياتهم في رمضان للتقرب من الله , و خاصة في ليلة القدر و تحديدا عند صلاة الفجر اي عند نزول ما يسمي ب " السر الالهي " كما يعتقدون ان شهر رمضان هو شهر جهاد السلاح و القضاء علي الكفار . فكثير من الأحداث والفتوحات التي كان لها أعظم الأثر في حياة المسلمين وقعت في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك هو شهر الجهاد، وفيه وقعت أعظم معركتين في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم- الأولى معركة بدر الكبرى التي كانت فرقاناً فرق الله به بين الحق والباطل ، وأصبح للمسلمين بعدها العزة والمنعة .والثانية فتح مكة ، وبها زالت غربة الإسلام الأولى ، وسقطت رايات الوثنية في البلد الحرام ، وأصبح الإسلام عزيزاً في أرجاء الجزيرة العربية . لكن شتان ما بين القتال في سبيل الحق و الباطل فهؤلاء الارهابيين يحرفون تاريخ الامة الاسلامية اللامع حتي يقاتلوا اخوانهم المسلمين لغاية في نفس يعقوب ظنا منهم انهم يطمحون لاعادة كتابة التاريخ و اعادة الخلافة الاسلامية .