قال الخبير الأمني علي زرمديني أن الضربة الأمريكية الأخيرة في ليبيا جاءت لتؤكد حقيقة وهي أن الدواعش والجماعات الإرهابية تنتشر في كامل الفضاء الليبي من شرقه إلى وسطه وغربه وأن القواعد الإرهابية منتشرة وتوسعت على الأراضي الليبية بشكل كبير وتمتد مخاطره إلى دول الجوار وأقربها تونس والجزائر. وأوضح زرمديني في تصريح ل"الجريدة" أن مخاطر هذا التمدد لعدة اعتبارات منها الجغرافية والاقتصادية إلى جانب الناحية الأمنية والتي قال أنها عديدة، أولها على حدّ قوله وجود عنصر تونسي إرهابي فاعل ومتعدد الأسماء في الداخل الليبي ويرتبط بأطراف نائمة ومتحركة وحتى فردية على المستوى الايديولوجي بالداخل التونسي وهو عنصر إسناد مهم يسعى إلى التمدد والارتباط وخلق مشاكل في تونس.
أضاف أن النظرية الإرهابية تقوم على التوسع وتونس والجزائر الأقرب إلى هذه النظرية خاصة وأن تدفق اللاجئين وانعدام الدولة في ليبيا يجعل من وسائل الغش والتنقل والاندماج وسط المجموعات اللاجئة سهلة وبالتالي اجتياز الحدود يكون أسهل وهو ما يعقد سبل المراقبة. وأكد أن ذلك يتطلب إجراءات استثنائية كتجهيز المراقبة والاستعلامات في العمق الليبي وعند الدخول وبعد دخول الأراضي التونسية هذا إلى جانب ما ستخلفه التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لليبيين داخل تونس عند التمركز بها وقد لا تتوفر لديهم الإمكانيات لذلك وهو ما سيدفع وسينمي الجريمة المنتظمة. وأشار إلى أن اندساس العناصر الإرهابية يكون بأشكال مختلفة واعتماد التنقل يكون إما بتغيير الصورة أو الجواز وهي كلها جائزة وقد نتعرض إليها لأنها من المخططات الرئيسة المعتمدة لدى الجماعات الإرهابية.