سبق عصر الثورات العربية على الطغاة فشق عصا الطاعة و كسر حصار الصمت. شن حربا افتراضية على نظام بن علي في زمن لا صوت يعلو فوق صوت البوليس و لا طغيان لغير الحزب الواحد والراي الواحد و الاعلام الأحادي. شغل الاواسط الصحفية و السياسية التونسية و العالمية منذ سنة 2000بمواقفه النضالية و اعتبر "شهيد الانترنات "اذ اعتقل بسبب مدونته "تونزين" و اتهم بنشر معلومات تسيء لنظام بن علي و حكم عليه القضاء بسنتن سجن . هو زهير اليحياوي مدون تونسي و من اهم النشطاء في الصحافة الالكترونية توفي في 13 مارس 2005 في مستشفى الحبيب الثامر بسبب صعوبات في الجهاز التنفسي خلفها التعذيب ولم يناهز عمره 36 سنة . استخدم اليحياوي الانترنات ليكشف حقيقة الواقع في تونس وطرح بكل جرأة المسكوت عنه دون ان يحدد سقف للحريات و لا للانتماءات السياسية و الطائفية والاجتماعية. حمل شعار حرية الفكر و التعبير فكانت مقالاته و اخباره صاعقة للديكتاتورية و لرموز نظام البوليسي في تونس. ويذكران منظمة مراسلون بلا حدود رشحته لجائزة شبكة الانترنات للمعلومات حين كان في السجن علها تخفف عنه عذاب الزنزانة .الا ان الضغوطات الدولية التي مورست على الديكتاتور و اضراب الجوع الذي قام به زهير اجبرت بن علي على اطلاق سراحه قبل نصف عام من نهاية العقوبة . فعندما تحدي بكلماته جابروت نظام بوليسي لم تكن موازين القوى في صالح هدفه ولم تحميه حصون الشبكة العنكبوتية من بطش و قهر نظام بن علي ليصبح زهير "شهيد الانترنات" رقم واحد في تونس . و هو الذي انتهج منهج عمه القاضي مختار اليحياوي في الدفاع عن حقوق الانسان و مقاومة الظلم و الفساد . الاان زهير اليحياوي تنازل عن حقه في الحياة مقابل حرية الكلمة. في عهد السابق حمل مشعل المعارضة ووفاته محنة حسب قول رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي . و اعتبره زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي محاميا شرسا و مدافعا عن قضايا الشعب التونسي . على خطى زهير دخل الكثير عالم الانترنات من اوسع ابوابه و على دربه تعلموا مبارزة الحجب والرقابة ليتوحد شباب تونس في مواجهة القمع و فضح ممارسة النظام الديكتاتوري عبر الفابسبوك ...لتكون الشرارة الاولى لاندلاع ثورة 14 جانفي . و اليوم و بعد سقوط نظام بن علي يعلن 13 مارس يوم وطني لحرية الانترنات و يكرم فيه زهير اليحياوي و لكن تبقي حرية التعبير في قفص زجاجي .