قرارا صعبا وبعد تفكير طويل قرر الدكتور " م " الذي يعمل في احدى مستشفيات الواقعة شرقي العاصمة بغداد ترك مهنته الأنسانية دون عودة ، رغم تعامله المهني مع المواطنين البسطاء بكل احترام إجلالا لمهنته التي شرفها الله تعالى . قرار الدكتور " م " ترك عمله والهجرة خارج العراق مع عائلته ليست الأولى لطبيبا في العراق ، وأنما أصبحت ظاهرة متكررة لعديد من الاطباء بسبب كثرة الأعتداءات التي يتعرض اليها الكوادر الطبية من قبل اصحاب النفوس الضعيفة الذين يعمدون على هذا الفعل المغزي والمشين البعيد عن أبناء المجتمع العراقي ومكوناته المختلفة ، وهي من ضمن حملة الأعتداءات المتكررة التي تطال شرائح المجتمع العراقي المثقفة كشريحة المعلمين والصحفيين ، والتي جاءت نتيجة المتغيرات التي طرأت على العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 . مدير إعلام صحة بغداد الرصافة الدكتور قاسم عبد الهادي وملامح الحزن تشوب وجهه وعيناه تثير تساؤلات كثيرة حول ترك زملائه المهنه والهجرة خارج العراق دون عودة . يقول في تصريح خاص ل " الجريدة" التونسية : لقد تزايدت ظاهرة الأعتداءات على الأطباء والكوادر الصحية خلال السنوات الماضية وبشكل ملفت للنظر من قبل أضعاف النفوس . ويضيف : لقد بلغ حالات الأعتداء على الأطباء اكثر من 325 حالة خلال العام الماضي 2016 ، ومغادرة اكثر من 125 منهم العراق دون عودة . ويعلل الدكتور عبد الهادي تزايد حالات الأعتداء على الأطباء بسبب تردي الوضع الأمني الذي يعيشه العراق عقب احتلاله من قبل امريكا عام 2003 . ويقول نحن بحاجة الى وقفة جادة من الجميع سواء كانوا من قبل القوات الأمنية و أبناء العشائر و منظمات المجتمع المدني وضرورة تفعيل قانون حماية الأطباء الذي شرعة مجلس النواب العراقي قبل سنتين للحد من ظاهرة الأعتداءات المسيئة التي يتعرض اليها الأطباء ، ووضع ألية مناسبة لحمايتهم ودعوات لنشر ثقافة الأحترام ووعي الناس بأن الاطباء يعملون في خدمتهم ..مبينا ورغم ذلك فأن الأطباء يمارسون عملهم في المستشفيات الحكومية وبشكل مهني رغم التهديدات والمخاوف التي طالت الكثير منهم .