أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات في سوريا عمل عدواني لا يستند إلى أساس حقيقي ويهدف إلى تقويض العملية السياسية وإطاحة الرئيس الأسد. وقال لافروف في مؤتمر صحفي من طشقند، نقلا عن وسائل اعلامية "إن ذلك عمل عدواني بذريعة وهمية تماما"، مضيفا أن هذا الوضع يذكرنا بعام 2003 عندما تدخلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما في العراق. وطالب الوزير الروسي بالكشف عن حقيقة كيفية اتخاذ القرار بشأن قصف القاعدة الجوية السورية، مؤكدا أن موسكو ستبذل جهدها في هذا الاتجاه. وأعلن أن هناك معلومات تشير إلى أن المنطقة، التي قصفتها القوات السورية في محافظة إدلب، كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، مضيفا أن معملا واقعا في تلك المنطقة كان يحتوي على ما يبدو على مواد سامة. وأكد لافروف أن موسكو قدمت هذه المعلومات وطالبت بإرسال خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل إجراء تحقيق في الحادث، إلا أن واشنطن قامت بتوجيه الضربات دون انتظار مثل هذا التحقيق. وقال لافروف: "يبدو أنهم أرادوا تحويل الانتباه عن تلك "النصرة" التي لا يزال البعض ربما يعتبرها وحدة احتياطية للتحول من المفاوضات إلى تغيير النظام". وقال الوزير الروسي إن الضربة الأمريكية تصب في مصلحة جهات تسعى إلى تقويض عمليتي أستانا وجنيف والتحول من التسوية السياسية في سوريا إلى سيناريو عسكري من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأعرب لافروف عن أمله في أن الضربة الأمريكية لن تؤدي إلى "نقطة اللا عودة" في التعاون بين موسكووواشنطن حول سوريا. وأوضح أن خطوة واشنطن هذه تلحق أضرارا بالعلاقات المتوترة بين روسياوالولاياتالمتحدة. وبحسب قوله، فإن بعض المسؤولين السابقين في إدارة أوباما قد أعلنوا بعد توجيه الضربات الأخيرة أن التعاون بين روسياوالولاياتالمتحدة سيكون مستحيلا. وأعرب لافروف عن أمله في أن ذلك لن يحدث، مضيفا في الوقت ذاته أن موسكو بالطبع ستستخلص استنتاجات خاصة بها بشأن مستقبل علاقاتها مع واشنطن.