أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن محكمة فيدرالية أمرت بتجريد المصري "خالد أبو الدهب" البالغ من العمر 57 عامًا، من جنسيته الأمريكية يوم الخميس الماضي، لكذبه على مسئولي الهجرة خلال سعيه للحصول على الجنسية، وقالت الوزارة إن أبو الدهب كان عضوًا بجماعة الجهاد الإسلامي في مصر على مدار 10 سنوات بدءًا من عام 1989. في التقرير التالي القصة الكاملة لأبو الدهب صديق بن لادن وأيمن الظواهري: هجمات 11 سبتمبر في عام 2001 أثار أبو الذهب اهتمام السلطات الأمريكية، لأنه كان أول عضو بمنظمة "الجهاد" المصرية يحصل على رخصة طيران بالولاياتالمتحدة، ما أثار الشكوك حول أنه قد يكون هو الذي أعطى فكرة تدمير برجي مركز التجارة العالمي وأجزاء من وزارة الدفاع الأمريكية إلى زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، عبر الهجمات الانتحارية، التي ضربت الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر. أيمن الظواهري وكان أبو الذهب طالبًا بكلية الطب في إحدى الجامعات المصرية، وعمل في الولاياتالمتحدة كبائع سيارات في منطقة وادي السيليكون، وأصبح مواطنًا أمريكيًا في السابع من فبراير 1997، قبل أن يتم اعتقاله عند مغادرته للقاهرة عام 1998، كأحد أعضاء تنظيم «الجهاد» المصري، وتقديمه إلى المحاكمة في قضية "العائدون من ألبانيا". وأفادت اعترافات أبو الدهب في نفس القضية أنه اصطحب أيمن الظواهري إلى مساجد مدينة سانتا كلارا تحت اسم مستعار "الدكتور أبو المعز"، لجمع تبرعات مالية. استشهاد والده ومر أبو الدهب بأحداث في طفولته جعلته يتحول من دراسة الطب للطيران، فعندما كان في العاشرة من عمره أسقطت إسرائيل عام 1971 طائرة ركاب مدنية كانت في طريقها من ليبيا إلى مصر وعلى متنها 156 شخصًا بينهم مذيعة التليفزيون سلوى حجازي ووالده قائد الطائرة علي محمد أبو الدهب. علي أبو السعود وعند اعتقاله داخل مصر في 27 أكتوبر 1998 وهو في طريقه إلى المطار عائدًا إلى أمريكا، بعد زيارة قام بها لأهله في الإسكندرية، روي أبو الذهب أمام المحققين وقائع رحلته مع جماعة "الجهاد"، فقال: "تعرفت على القيادي بجماعة الجهاد، علي أبو السعود في منطقة أبو قير بالإسكندرية عام 1984، وكنت وقتها طالبًا في كلية الطب وشعرت بعدم رضاه عن نظام الحكم في مصر، وحين أعلنت نقابة الأطباء عن تنظيم رحلات للراغبين في السفر إلى أفغانستان فاتحته في الأمر لكنه اقترح عليّ التمهل في الأمر. وأضاف: «وفي العام التالي سافر أبو السعود إلى أمريكا وظل على اتصال مستمر بي وطلبت منه أن يرسل لي كتبًا ومجلات عن دراسة الطيران فاستجاب للطلب، وعلمت أن كلفة تعلم الطيران في أمريكا بسيطة ولا تتجاوز ثلاثة آلاف دولار، فقررت السفر إلى هناك، وحصلت على تذكرة طائرة مجانية من شركة مصر للطيران لأن والدي مات شهيدًا أثناء عمله في الشركة. وتابع: "في مطار هوزيه في ولاية كاليفورنيا وجدت أبو السعود وزوجته الأمريكية ليندا في انتظاري، واصطحباني إلى شقتهما التي أقمت فيها ثلاثة أسابيع، وبعدها تعرفت على تريسا زوجتي الأولى وهى أمريكية من أصل بولندي وتزوجتها، وأقمت في شقتها غير أن خلافات دبت بيننا بعد شهر حين حملت من دون علمي فانفصلنا". نشاط في أمريك وكأي مصري مغترب غيّر أبو الذهب عمله في الولاياتالمتحدة أكثر من مرة فعمل أولًا في مطعم ثم تركه بعد أسبوعين، وفكر في العودة إلى مصر لشعوره بالإهانة لكن القدر جعله يعمل في شركة للكمبيوتر فشعر بالاستقرار، ومهد عمله له الطريق لفتح قنوات مع الإسلاميين العرب الذين سبقوه إلى هناك. وأضاف أبو الذهب في تحقيقاته أمام النيابة المصرية: "بدأت في التردد على مسجد النور في منطقة سانتا كلارا القريبة من سان فرانسيسكوا وتعرفت هناك على مسلمين من جنسيات مختلفة". رحلة أفغانستان وعن وقائع رحلته إلى أفغانستان قال: "في مطلع عام 1990 أبلغني أبو السعود أنه على علاقة بالمصريين الموجودين في أفغانستان فطلبت منه التوجه إلى هناك لمساعدة المجاهدين، إلا أنه اشترط عليّ أن أتعلم الطيران الشراعي قبل الذهاب إلى هناك حتى أساعد المجاهدين بشيء يفيدهم، وبالفعل تعلمت الطيران لمدة شهرين في أحد المعاهد الخاصة، وأثناءها سبقني أبو السعود إلى أفغانستان ولحقت به واصطحبت معي نموذجًا لطائرة شراعية. تحويل مكالمات وبعدها عاد أبو الذهب إلى أمريكا بعد أن كلف من قادة التنظيم بتلقي وتحويل المكالمات منهم إلى العناصر الموجودة في مصر ودول أخرى استغلالًا لتلك الخدمة الموجودة في نظام الهواتف في أمريكا، وتغلبًا على قيام مصر بوضع ضوابط على الاتصالات مع الدول التي يرجح وجود قادة التنظيمات فيها، وبرر قيامه بذلك الدور قائلًا: "كنت أعتقد أن أعضاء الجهاد ممن عاشوا لفترة في باكستانوأفغانستان غير قادرين على العودة إلى مصر فكانت هذه الاتصالات للتسهيل عليهم كي يجدوا مكانًا آمنًا للعيش فيه، وحيث إن ذلك كان من الممكن أن يحدث لي إذا كنت سافرت إلى هناك عام 1985 فوجدت أن من واجبي أن أساعدهم بأي وسيلة ليتمكنوا من العيش في مكان آمن". مساعدات مالية وتابع: "تطورت مساعدتي للتنظيم من مساعدات هاتفية إلى مساعدات مالية إذ كنت أجمع التبرعات والزكاة وأرسلها إلى الجهة التي يحددها قادة التنظيم، وأنا حولت مبالغ من أمريكا قدرها نحو عشرة آلاف دولار إلى اليمن وباكستان وإلى مصر والأردن والسودان على أرقام حسابات موجودة في تلك الدول، وأما بالنسبة لنقل جوازات السفر والأوراق فكانت ترسل لي عن طريق التنظيم من باكستان واليمن والسودان بالبريد السريع، ثم أقوم بإرسالها مرة أخرى للأفراد المطلوب تسليمهم إياها". وصدر الحكم على أبو الذهب بالسجن 15 عامًا لانتمائه لمنظمة إرهابية ومحاولة الإطاحة بالحكومة المصرية، وقضى فترة عقوبته حتى تم الإفراج عنه عام 2012 في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.