سجلت نسبة الامتناع عن الاقتراع في الانتخابات الفرنسية أمس رقمًا قياسيًا هو الأعلى منذ عام 1969، إذ بلغت النسبة 24.52 %، ورفض فرنسي من بين كل ثلاثة الاختيار بين لوبان وماكرون، بين ممتنع عن التصويت ومقترع بورقة بيضاء. وأفادت نتائج نشرتها وزارة الداخلية مساء الأحد، وتتعلق بأكثر من ثمانين % من الناخبين، أن نسبة الامتناع بلغت 24.52 %، وهي نسبة أعلى من تلك التي سجلت في الدورة الأولى 22.63 % والأعلى التي تسجل منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في 1969 31.4 %. إلى جانب نسبة عدم المشاركة هذه، أحصت الوزارة عددًا قياسيًا من الأوراق البيضاء واللاغية تقترب من 12 % من الذين صوّتوا، مقابل 6.4 % في 1969 النسبة القياسية السابقة، وتسعة % من الناخبين المسجلين. وقالت آن جادو أستاذة العلوم السياسية في جامعة لورين إن "هذا يعني أن واحدًا من كل ثلاثة فرنسيين فضلوا عدم الاختيار بين المرشحين. هذا معدل كبير لانتخابات رئاسية"، وهي المرة الأولى منذ 1969 التي تكون فيها نسبة المشاركة في الدورة الثانية أقل من الدورة الأولى. وقالت جادو إن "وجود اليمين المتطرف في الدورة الثانية لم يؤدِ إلى تعبئة مبالغ فيها بالمقارنة مع الدورة الأولى، خلافًا لما حدث في 2002. لم يحدث وجوده صدمة لأنه كان متوقعًا". ارتفاع الأوراق البيضاء في 2002، بلغ عدد الذين لم يدلوا بأصواتهم 28.4 % في الدورة الأولى، وهي نسبة قياسية. لكن انتقال جان ماري لوبان، والد مارين لوبان ومؤسس حزب الجبهة الوطنية، إلى الدورة الثانية أدى إلى تعبئة كثيفة للناخبين، ما سمح بخفض نسبة الذين لم يشاركوا في الاقتراع إلى 20.3 %. أما البطاقات البيضاء أو اللاغية، فارتفاع عددها بين الدورتين أمر طبيعي. ولكن هذه المرة ارتفع أربعة أضعاف في الاقتراع الذي تغيب عنه الحزبان التقليديان الرئيسان في الحكومة. وقالت جادو إن "الورقة البيضاء تعتبر امتناعًا مدنيًا عن التصويت لأنها تعكس تمسكًا بحق الانتخاب مع رفض المرشحين".