مع حلول الساعة السادسة صباح اليوم بتوقيت غرينيتش، تفتح مراكز الاقتراع في شتى أنحاء فرنسا أبوابها للناخبين إيذانا بانطلاق الانتخابات الرئاسية على ان تغلق تلك الأبواب في حدود الساعة 18,00 تغ حيث يتوقع نشر توقعات النتائج الاولى. ويقدر عدد الناخبين المسجلين في هذه الانتخابات ب45 مليونا من المفروض أن يدلوا بأصواتهم اليوم في دورة أولى من اقتراع رئاسي يرجح أن يحمل المرشح الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي إلى دورة ثانية حاسمة ما لم تحصل مفاجأة، علما أن آخر استطلاع للرأي أجراه معهد «اوبينيون واي» قد أشار إلى أن هذه الانتخابات ستشهد نسبة امتناع هامة عن التصويت قد تبلغ 26 بالمائة. وكان الفرنسيون المقيمون بكندا قد أدلوا بأصواتهم أمس ويتمركز غالبيتهم في مدينة مونتريال ويقدر عددهم بنحو 44 ألف ناخب مسجل على اللوائح الانتخابية. كما أجري تصويت مماثل في المدن الكبرى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة منها نيويورك (حوالي 23 ألف ناخب مسجل)، علما أن تقديرات القنصلية الفرنسية في نيويورك تشير إلى أن عدد الناخبين الفرنسيين في هذه الولاية يبلغ حوالي نحو 40 ألفا. وبالإضافة إلى هولاند وساركوزي، يخوض سباق هذه الانتخابات الرئاسية كل من فرانسوا بايرو من حزب «الاتحاد من أجل الديموقراطية الفرنسية» (وسط اليمين) ومارين لوبان ممثلة أقصى اليمين الفرنسي وجان-لوك ميلانشون ممثل اليسار الراديكالي والقاضية السابقة ايفا جولي (68 عاما) مرشحة الخضر وانصار البيئة. إلا أن حظوظ هؤلاء في كسب ورقة الترشح إلى الدورة الثانية من هذه الانتخابات تبدو شبه منعدمة ما لم تحدث مفاجأة غير متوقعة كما أكدته استطلاعات الرأي الأخيرة والتي أجمعت على أن المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند سيحتل الصدارة أو يأتي خلف الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي بفارق بسيط خلال الدورة الأولى على أن يفوز في الدورة الثانية بفارق هام ليصبح رئيسا للجمهورية. على أن نفس استطلاعات الرأي أشارت من جهة أخرى إلى ان الناخبين الفرنسيين ال45 مليونا المدعوين للاقتراع ليسوا متحمسين كثيرا في حملة طغت عليها الازمة الاقتصادية. وفي السياق أفاد معهد استطلاعات «اوبينيون واي» بأن نسبة الامتناع عن التصويت قد تصل الى 26 بالمائة بعد أن كانت 16 بالمائة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 2007، فالحملات الانتخابية لم تثر حماس الفرنسيين بينما تنظم الدورة الاولى خلال عطلة قسم من الفرنسيين. ويذكر أنه سجلت أكبر نسبة امتناع عن التصويت سنة 2002، عندما بلغت 28,40 بالمائة واثار اليمين المتطرف حينها مفاجأة بوصوله الى الدورة الثانية. وأشار معهد «اوبينيون واي» في نفس السياق إلى أن ربع الناخبين لم يحسموا خيارهم بعد بالنسبة الى المرشح الذي سيصوتون له في الدورة الاولى، وقرروا تأجيل البت فيه إلى لحظة التصويت.