قال علي زرمديني الخبير في الشأن الأمني أن أكبر المخاطر اليوم تهدد تونس لأن الفوضى الخلاقة ليست بمعزل عن الإطار الاقليمي وتسعى الى زعزعة البلاد من خلال نعرات جهوية مستغلة الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور لإحداث البلبلة. وأوضح زرمديني في تصريح لموقع "الجريدة" أن الأطراف التي تدعو الى حركات انفصال تعلن الحرب على الدولة والمجتمع لمخاطر واضحة فالإرهاب حولنا وبيننا لأن الإرهاب في الداخل لم يجد موطأ قدم في هذه الارض ويسعى الى تغيير استرايجيته لاستغلال الوضع وضرب مؤسسات الدولة وفي طليعتها الحرس الوطني الذي يتلقى ضربات ممنهجة تسعى إلى إرباكه باعتبار أنه الهيكل الرئيسي في طليعة القوى التي تتصدى بكل فاعلية ونجاعة الى الارهاب. وأضاف زرمديني أن الاشكال المطروح اليوم تجاوز ما يروج له من مطالب اجتماعية الى عامل ممنهج لتقويض كيان الدولة وبالتالي المسؤولية اليوم جماعية ووطنية ومسؤولية كل الاطراف في التصدي لهذه التيارات. وأكد أن الثابت هو استغلال الظرف الاجتماعي وأن ما يحدث ممنهج ومخطط له باطراف من الداخل قبل الخارج ولها اجنداتها الخاصة وطريقتها واطرافها في تلك المناطق ولو يتم القيام بمسح استعلامي دقيق ستتبين الخيوط وعلى الدولة أن تصرح علنا بهذه الخيوط . وشدّد على أن اللعبة في أدق خطورتها واليوم لا خوف ولا تردد في الافصاح عن كل طرف دخيل على الاحتجاجات. وحذّر زرمديني من الخطر الذي يهدد تونس لأن "اللعبة أكبر مما نتصورها والدولة في مفترق الطرق وفي منعرج خطير" وفق قوله. كما يستوجب الحذر ، خاصة بالتزامن مع تشهده مناطق الجنوب، على مستوى كامل الشريط الحدودي لوجود مخطط لتسلل الدواعش والمجموعات الارهابية المتواجدة والمتمركزة في المنطقة الثلاثية التي تجمع بين تونس والجزائر وليبيا وتعود جغرافيا الى تطاوين ويتواجد فيها عدد هام من العناصر الارهابية الخطيرة وقد سبق للجيش الجزائري ان اشتبك مع عناصر خطيرة هناك وحجز اسلحة هامة.