قال الخبير الأمني علي زرمديني أن تنظيم "داعش" لا يمثل خطرا على تونس فقط وإنما على الدول العربية وعلى المنطقة اقليميا ودوليا لأن "داعش" أصبح يرنو الى التوسع الى شرق اسيا واوروبا. وأوضح الخبير الأمني في تصريح ل"الجريدة" أنه من المهم أن تشترك الدول العربية للتصدي لعدو الدول العربية بدون استثناء في قوة عربية مشتركة لدعم ليبيا عسكريا للقضاء على الإرهاب لأن التصدي له بطريقة منفردة لا يحقق المطلوب باعتبار أن داعش غيّر في خططه وتحول الى الذئاب المنفردة حيث يكون التنفيذ منفردا والتخطيط جماعيا وذلك في محاولة منه للتخفيف من الخسائر البشرية في صفوفه ، مشيرا إلى أن حلقة الحرب لا تقتصر على الحرب الميدانية بل هي حرب استخباراتية ولا بدّ للدول العربية تتعاون في ما بينهما في قوة مشتركة معلوماتية وتركيز مركز استخباراتي بالجامعة العربية وبمجلس وزراء العرب من أجل التنسيق على مستوى المعلومات لأن هناك قلة ثقة على مستوى تبادل المعلومة التي تعتبر مفتاح التصدي للإرهاب. وأكد زرمديني أنه إلى جانب ذلك يجب اجتثاث مصادر تمويل الارهاب المتأتية من بعض الدول العربية من خلال جمعيات خيرية تحت اشراف دول الخليج قطر وتركيا جمعيات دينية في السعودية ولوبيات التهريب وبعض رجال الاعمال ..وبالتالي فإن الاستعلام واجتثاث مصادر التمويل هي سرّ القضاء على الإرهاب وبعض اطراف في البلدان العربية هم رجال التنفيذ والقانون ويمثلون عناصر اسناد للإرهاب. وبالنسبة إلى تونس، قال الخبير الأمني أن مصادر تمويل الإرهاب في تونس هي جمعيات خيرية تتحصل على أموال من جهات خارجية تحت غطاء اجتماعي لدعم الارهاب، إلى جانب بارونات التهريب وبعض رجال الأعمال الذين على قلتهم ومن أجل مصالح ضيقة ارتموا في احضان الارهاب وأطراف في الادارة التي تتعامل بإيديولوجيات معينة مما يجعل الارهاب يجد سند خلفي وأمامي له. وتحدث الخبير الأمني عن القوة العربية المشتركة لدعم ليبيا عسكريا وقال أن الحرب يجب أن يكون لديها استعدادات ومخططات ومنطقتنا منطقة توتر تمتد من الساحل الافريقي الى الشرق الاوسط ولا بدّ من أخذ احتياطات استثنائية على مستوى اقتصاد الحرب وتأمين الحدود واتخاذ اجراءات استثنائية على مستوى الرقابة والتمركز والبنية وتعميقها وذلك يتطلب مجهودا عميقا لحماية الحدود ومحاصرة العناصر الداعشية من جهة وتنسيقا بين دول الجوار التي تحيط بليبيا لسد الثغرات ومنع تسلل إرهابيين من جهة أخرى باعتبار أن ليبيا دولة مفككة والتعويل في ذلك يكون على انفسنا وعلى التنسيق مع دول الجوار. وأفاد ان تأثير التدخل في قوة عربية مشتركة لدعم ليبيا عسكريا على تونس سيكون تأثير حرب على مستوى الاستنفار والحياة المعيشية وتأمين المواطنين التونسيين في ليبيا وترحيلهم، إلى جانب استنفار على الحدود وهو ما يفترض إعداد مخططات تكون جاهزة على كل المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية ومن الضروري أن تنكب خلية الازمة عل دراسة هذا الوضع لتكون هناك اجراءات لحماية المحيط والتصدي للإرهابين.