قال الممثل محمد علي النهدي في تصريح ل"الجريدة" أن ما حدث له ليلة أمس بسبيطلة هو خطير جدا حيث اقتحم عدد من المنتمين إلى التيار السلفي عرض مسرحية "الزمقري" وقاموا بتحريض الجمهور ضدّه وحاولوا الاعتداء عليه مما اضطره إلى قطع العرض ومغادرة المسرح. وأضاف النهدي أن الحادثة انطلقت بعد بدء العرض مع تفاعل كبير من الجمهور وترحاب أهالي سبيطة وخلال الدقيقة 35 من العرض وخلال المقطع الذي ينتقد فيه النهدي أعوان الأمن في مسرحيته لوحظ غضب الأمنيين وانسحبوا على إثر ذلك ورفضوا مواصلة تأمين العرض مشيرا إلى أن أحد أعوان الأمن قال لأحد التقنيين حرفيا "ما كمش خارجين الليلة". وأضاف محمد علي النهدي أنه وبعد انسحاب أعوان الأمن اقتحم عدد من السلفيين مكان العرض وبثوا الفوضى مما أدى إلى اشتباكات مع الجمهور نافيا ما تداوله البعض أن العرض كان فاشلا وأن الجمهور رفض العرض بل على العكس فقد طالب الجمهور بمواصلة العرض ولكنه خير بدوره الانسحاب وقطع العرض تجنبا لأي مصادمات بالإضافة إلى أنه لم يعد بالإمكان المواصلة. وقال محمد علي أن أعوان الأمن هم من قاموا بإرسال الشباب السلفي الى عرضه قصد التشويش عليه وبثّ الفوضى على حدّ قوله خاصة وأن المشرفين على المهرجان أكدوا له أن أعوان الأمن أصبحوا يتدخلون في البرمجة ويختارون العروض التي سيؤمنونها ويقاطعون العروض التي لا تروق لهم بتعلة الثلب أو الشتم مؤكدا أن عرض "الزمقري" لا يحتوي على الثلب بل على النقد. وأكد في السياق ذاته أن هذا العرض تم تقديمه أكثر من 30 مرة وبحضور وزير الثقافة مهدي مبروك ولا يحتوي لا على الثلب أو الشتم منددا بانقلاب الّأدوار فقد أصبح عون الأمن اليوم من حماية المواطن إلى عكس ذلك. هذا وأشار النهدي إلى أنه توجه صباح اليوم مباشرة إلى وزير الثقافة مهدي مبروك وأعلمه بالحادثة حيث أكد له الوزير أن الوزارة لديها مشاكل بهذا الخصوص مع عدد من الجهات الداخلية على المستوى الأمني من قبل بعض النقابات الأمنية التي قررت عدم تأمين بع العروض وقد اتصل بدوره مهدي مبروك بوزير الداخلية الذي أكد له أن الأمر ليس على هواهم ولكن يبدو أن الأمور تسير وفق رغبة أعوان الأمن وفق ما أفاد به محمد علي النهدي. وأضاف النهدي أن النقابات الأمنية تريد مقاضاته اليوم بتهمة الثلب والاعتداء على الجهاز الأمني نافيا بدوره ذلك ولديه التسجيلات بخصوص ما حدث.