تدرس دول غربية على رأسها الولاياتالمتحدةوفرنسا فكرة التدخل العسكري في مالي وتحديدا في المناطق التي تعد معاقل للتنظيمات الأصولية ومنها «التوحيد والجهاد» و«القاعدة» التي تتفرع عنها جماعات مسلحة فيما أبدت الجزائر تحفظها على «سيناريو التدخل العسكري». وقد شرعت وزارة الدفاع الأمريكية (البتناغون) وقيادتها في إفريقيا ''أفريكوم'' في دراسة حاجات دول الميدان خاصة مالي وموريتانيا العسكرية، قبل بداية نشر القوات الإفريقية في مالي. ويعمل خبراء عسكريون أمريكيون على تحديد حاجات جيوش دول مجموعة «الإكواس» بالإضافة إلى مالي والنيجر وموريتانيا وبوركينافاسو. وقد وصل وفد عسكري من قيادة القوات الأمريكية إلى إفريقيا يرافقه مسؤولون من أجهزة المخابرات، إلى مدينة «أكادس» شمالي النيجر، نهاية الأسبوع الماضي. وحسب مصدر أمني جزائري، فإن «البنتاغون» كلف وفده العسكري بإعداد دراسة ميدانية حول حاجات جيوش دول الساحل. وكلف العسكريون الأمريكيون بمناقشة طلبات الجيش المالي من التجهيزات والعتاد الذي يحتاجه لمواجهة إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة، وإعداد مسح عسكري ميداني للمنطقة تمهيدا للقاء مسؤولين عسكريين من دول الساحل بنظرائهم من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. من جهتها أخذت الجزائر هذه التحركات في حسبانها وبدأت ترتب فعليا لاحتمالات تدخل عسكري غربي وافريقي في شمال مالي، إثر رفض الحكومة الفرنسية التنازل عن مشروع قرار أمام الأممالمتحدة للموافقة على نشر قوات إفريقية. وأول أمس وصل وفد من الضباط السامين من وزارة الدفاع الجزائرية، يرافق الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل ، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط في إطار جولة تقوده على التوالي إلى موريتانيا ومالي والنيجر. ولم تشر وزارة الخارجية إلى أي ''طارئ'' وراء تنقل الوفد الجزائري إلى العواصم الثلاث المشاركة في ''دول الميدان''. واعتبرت أن المحادثات تدخل في سياق ''المشاورات المنتظمة'' . و تأتي جولة الوفد العسكري الجزائري الى دول الميدان تزامنا مع الجولة التي يقوم بها الوفد العسكري الأمريكي الى المنطقة مما يعني أن الجزائر باتت تتحسب للتدخل العسكري في شمال مالي.