بعد مضي ستة عقود على الحرب، اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده أنشأت خلال حرب الجزائر (1954-1962) نظاما استخدم فيه "التعذيب" ضد جزائريين. وسلم الرئيس إيمانويل ماكرون إعلاناً لأرملة موريس أودان، الشيوعي المؤيد لاستقلال الجزائر الذي فُقد أثره بعد اعتقاله عام 1957، يطلب منها "الصفح" خلال زيارة لها. وأضاف ماكرون: "من المهم أن تُعرف هذه القصة، وأن يُنظر إليها بشجاعة وجلاء. هذا مهم من أجل طمأنينة وصفاء نفس أولئك الذين سببت لهم الألم في الجزائر وفي فرنسا على حد سواء"، ووعد ماكرون ب"فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين" . كلام ماكرون سبقه تصريح الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عام 2014 أن موريس أودان لم يهرب من قابضيه بل توفي أثناء الاحتجاز. الحكومة الجزائرية رحبت بتصريحات ماكرون ورأت فيها "خطوة إيجابية يجب تثمينها". وقال وزير المجاهدين الطيب زيتوني إن فرنساوالجزائر سيعالجان ملف الذاكرة "بحكمة". ووصف الوزير زيتوني في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية، خطوة ماكرون بالدليل على أنه سيكون هناك المزيد من الاعترافات بجرائم ارتكبتها فرنسا خلال حرب الجزائر. مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي انتقدت اعتراف إيمانويل ماكرون باستخدام فرنسا "نظام تعذيب" خلال حرب الجزائر، وهاجمت لوبان في تغريدتين نشرتهما على تويتر، واتهمت ماكرون بأنه يسعى "إلى تقسيم الفرنسيين بدل جمعهم حول مشروع واحد". وقالت لوبان في تغريدة ثالثة: "ما الذي سيستفيده رئيس الجمهورية من إعادة فتح الجراح بتناوله لقضية المعارض الشيوعي موريس أودان؟"، معتبرة أن اليساري الفرنسي أخفى "إرهابيي" جبهة التحرير الجزائرية حسب وصفها.