انضم ائتلاف قادرون وهي مبادرة ائتلافية جديدة تجمع أحزابا وشخصيات وطنية ونشطاء في المجتمع المدني إلى المشهد السياسي في تونس، في خطوة تكشف تزايد وتيرة التحالفات مع اقتراب السباق الرئاسي والتشريعي المزمع إجراؤه في نوفمبر 2019. وتم إطلاق مبادرة ائتلاف قادرون الأحد وهي تجمع كلا من الحركة الديمقراطية التي يقودها السياسي التونسي البارز أحمد نجيب الشابي ومحافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي وسنية مبارك وزيرة الثقافة السابقة ووزير النقل السابق محمود بن رمضان والطاهر بن حسين رئيس حزب المستقبل وجنيدي عبدالجواد عن حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي إضافة إلى الحزب الجمهوري وحزب المستقبل. وأشارت فتحية السعيدي عضو الأمانة الوطنية لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي إلى أن مجموعة قادرون هي ائتلاف مبادر لتجميع القوى التقدمية الديمقراطية الاجتماعية التي تشتغل منذ حوالي 6 أشهر وقامت باجتماعات جهوية في كافة المحافظات ثم ناقشت أرضيتها الفكرية والسياسية في العاصمة في شهر يناير وفبراير الماضيين. وأضافت السعيدي ل"العرب" أن الائتلاف قرر بعد تقييمه الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الرد على تردي الأوضاع بتشكيل هذه المبادرة التي تطرح رؤية مغايرة لمنظومة الحكم". وبيّنت السعيدي أن خلفية الائتلاف تقدمية اجتماعية وأنه سيعمل على تقديم برنامج يجيب بشكل واضح وعملي على الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة لإنقاذ البلاد. وأكدت أن الإعلان عن هذا الائتلاف لا يعني انتهاء المشاورات مع طيف واسع من المستقلين والأحزاب بل هناك حوارات مع بقية المبادرات وسيظل مفتوحا لغاية تكوين القائمات للمشاركة بها في السباق الانتخابي، وأيضا في مرحلة ما بعد الانتخابات. وتابعت "ائتلاف قادرون يريد تجميع الأحزاب التقدمية والشخصيات الحداثية التي تتوافق معه وبصفة خاصة من هي في قطيعة مع منظومة الحكم القائمة وترفض الإسلام السياسي". وبدوره أوضح محمود بن رمضان المنسّق العام للائتلاف السياسي الجديد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن التوجّه السياسي لقادرون سيكون تقدّميا اجتماعيا وديمقراطيا وهدفه الأساسي هو الوصول إلى الحكم والمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، إلاّ أنّهم لم يحدّدوا حتّى الآن مرشّحهم لرئاسيات 2019. ويقول مراقبون إن حسابات الرئاسة والسباق على التموقع في المشهد السياسي المرتقب يفسران التحالفات الجديدة التي تظهر في تونس مع كل حدث انتخابي. وقد شهدت انتخابات 2014 ولادة تحالفات لكن سرعان ما تشتت بعد فوز الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بالرئاسية ودخول حزبه نداء تونس في تحالف تاريخي أثار الجدل مع حزب حركة النهضة الإسلامي.