انطلق المخرج محمد دمق مؤخرا في إنجاز فيلم جديد "خميس عشية" وهو كوميديا اجتماعية ساخرة تطرح أنموذج مصغر للمجتمع التونسي وما يحتويه من قيم ومبادئ انطلاقا من قصة عائلة تعيش على العديد من التناقضات وثنائيات الاتفاق والاختلاف ضمن وتيرة تناقضات المجتمع وتأثيراته. وقد انطلق تصوير الفيلم في إحدى المصحات الخاصة بحي النصر وهو من إنتاج نجوى سلامة ومدعم من وزارة الثقافة اجتمع فيه الثلاثي المحترف فتحي الهداوي وفاطمة بن سعيدان وسوسن معالج إلى جانب نادية بوستة وفرحات هنانة وخالد هويسة ويراهن فيه المخرج على العديد من الوجوه الشابة على غرار عائشة بن أحمد وكريمة الميداني وغيرهم. "خميس عشية" يحاول من خلاله المخرج استحضار تناقضات المجتمع التونسي داخل عائلة تونسية تتكون من أفراد تجتمع فيها الكثير من التناقضات في علاقة بالمتغيرات الخارجية وتطرح مواضيع إنسانية واجتماعية كالمرض والإفلاس وسوء السلوك والعنوسة وسلطة المال التي تتسبب في قتل المشاعر الإنسانية وترسيخ مشاعر العداء داخل الأسرة. ويشرع بذلك الفيلم الباب على مشاكل المجتمع التونسي من خلال تفاصيل حياة هذه العائلة التي يعيش فيها الأب حالة صحية متأزمة اثر إفلاسه تتطلب اعتناء الممرضة به والتي تكون بدورها وراء تطور الأحداث وجزء من السياق الدرامي للفيلم الذي يرتبط بالعنوان "خميس عشية" وهو التوقيت الذي سيمثل منعرجا في حياة العائلة فيكون شرط الممرضة هو تسريحها عشية كل يوم خميس. وتظهر شخصية الممرضة فتكتشف حقيقة العائلة التي تعاني التفكك النفسي والاجتماعي والقيمي ومن خلالها يتناول الفيلم والذي يعود تاريخ كتابته إلى سنة 2008 في ساعة ونصف الواقع الاجتماعي التونسي المعاش وتأثير سلطة المادة على الإنسان ومخلفاتها.