شرع منذ يوم أول أمس في تصوير الشريط التلفزي "ياللي عيونك في السماء" للمخرج نجيب بالهادي بنزل "قرطاج طالسو"بضاحية قمرت. فريق الشريط التلفزي المزمع عرضه ليلتي العيد على القناة الوطنية منتجة هذا الفيلم- انطلق في مشاهده الأولى في الصباح الباكر من يوم الاثنين 25 جوان الحالي، حيث تجند طاقم العمل منذ السادسة صباحا متجهين إلى ضاحية قمرت وتحديدا إلى ملهى ليلي أين تدور بعض أحداث الفيلم.. الصباح واكبت اليوم الأول للتصوير وكانت على عين المكان منذ البداية. مخرج العمل نجيب بالهادي كان شعلة من النشاط والحركة.. فتارة يعطي تعليمات وتارة يحاول تنفيذها بنفسه إذا عجز أحد أفراد طاقمه عن فهم رؤيته الإخراجية أو وقع في خطأ فني... نجيب بالهادي عاشق للتفاصيل ولا يغفل عن جزئيات مشاهده حتى ولو أعاد اللقطة أكثر من عشر مرات.. يبحث عن الكمال في عمله بشغف هاو للفن وعين محترف للصورة منذ أكثر من ثلاث عقود... هي تركيبة جعلت منه المعلم للمخطئ في "بلاتوه ""يا اللي عيونك في السماء " والمجيز لصاحب المردود المميز فلم يمنعه الضغط وساعات التصوير الطويلة من المزاح مع فريقه وشكره في لحظات تفوقه وأدائه الجيد.. نجيب بالهادي: إخراج الفيلم مثل جمع لوحة موزاييك عن تجربته الأولى مع التلفزة الوطنية "يا اللي عيونك في السماء" وهوسه بكل جزئيات العمل، تحدث نجيب بالهادي للصباح قائلا: "إنجاز فيلم بالنسبة لي مثل تشكيل لوحة موزاييك أو قطعة من الحلي هو تطريز ولو وقعنا في خطأ بسيط وتركنا جزء ناقصا من عملنا فإنه حتما سيفقد قيمته وشخصيا أعتقد أن مهامي كمخرج هي تأمين كل جزئيات المشهد من جمالية الصورة والصوت وأداء الممثل والماكياج .." وكشف نجيب بالهادي أن ميزانية الشريط لا ترتقي لما هو مأمول مشيرا إلى أن كل تلفزيونات العالم لا تمنح الميزانية المستحقة للعمل وهذه النقطة ليست حكرا على التلفزة الوطنية وأضاف في هذا السياق أن "يا اللي عيونك في السماء" يكلف تقريبا بين 500 و600 ألف دينار غير أنه لم يحصل من طرف المنتج (التلفزة الوطنية) سوى على مبلغ لا يتجاوز 300 ألف دينار إضافة إلى حذف أسبوع تصوير واختصار انجاز مشاهده في أربعة أسابيع فحسب. ونوه مخرج الشريط بطاقمه الفني والتقني حيث أكد أنه اختار العاملين معه فردا فردا لثقته في إمكانياتهم والمحبة المتبادلة فيما بينهم والتي ستضيف الكثير لهذه التجربة الدرامية التلفزية. وعن هذه الفرصة التي قدمت له من قبل التلفزيون الوطني لانجاز فيلم تلفزيوني أفادنا محدثنا أنه يمارس العمل التلفزيوني منذ 35 سنة، لم تتح له خلالها فرص لتقديم مسلسل درامي فيما فشل مخرجون آخرون في أعمالهم الدرامية ومع ذلك تجدد إدارة التلفزة ثقتها فيهم مدرجا هذه الممارسات ضمن السياسة الخاطئة للمسؤولين المتعاقبين على إدارة هذه المؤسسة العمومية. أحداث تدور في المدينة العتيقة تدور أحداث الشريط التلفزيوني "يا اللي عيونك في السماء" حول قصة كهل في الأربعين يدعى سعيد وهو مصور فوتوغرافي، يعمل في دكان لصناعة الأطر والمعلقات الحائطية وتجهيز الصور وذلك في المدينة العتيقة من العاصمة ويعاني سعيد من الازدواجية في شخصيته حيث يظهر من ناحية اتزانه واهتمامه بعمله وعائلته فيما هو داخليا يعيش حياة خيالية مترفة ومبهرة وتمثل زيارة إحدى عارضات الأزياء لمحله نقطة تحول في حياته حيث يقع في غرامها وتسلبه أموال ورثها من جده بعد معاناة طويلة مع الفقر لتعيد هذه التجربة سعيد إلى واقعه... حيث يدرك أن استسهال الحياة والمال لم يجلب له إلا التعاسة وكانت التجربة أفضل علاج له. يجسد أدوار البطولة في هذا الشريط كل من المسرحي رمزي عزيز والممثلة الشابة أميرة بن يوسف وعلي الخميري وخالد هويس وسامية رحيم وكوثر الباردي أمّا أجور الممثلين فوقع تخفيضها وفي هذا السياق علمت "الصباح" أن الفنانة كوثر الباردي تحصد عن يوم تصوير واحد مبلغ 500 دينار وهو الأجر نفسه للفنانة سامية رحيم (وهي أرفع الكاشيات لكن مع ساعات تصوير قليلة مقارنة ببطل العمل الممثل رمزي عزيز الحاضر في كامل أيام التصوير ولكن بأجر أقل من زميلتيه). ما يجمع بين ممثلي فيلم "يا اللي عيونك في السماء" هو معايشتهم لتجربة البطولة والأدوار الرئيسية لأول مرة في التلفزيون وفي عمل درامي فالفنان رمزي عزيز (أحد أبطال مسرحية الجعايبي "يحيي يعيش" و"كلمة رجال" لمعز كمون)، يجسد شخصية سعيد الشخصية المحورية للفيلم وذلك في تجربة تلفزيونية مغايرة لمشاركاته الدرامية السابقة في التلفزيون حيث أكد لنا عدم رضاه عنها على عكس فيلم نجيب بالهادي الحالي الذي وافق عليه فورا بعد قراءة السيناريو وبين رمزي عزيز أن شخصية سعيد موجودة في المجتمع التونسي لكن الأحداث الخيالية للعمل ستجعل منها ملمح نموذجي يستمد جذوره من الواقع. وعن الممارسة التلفزيونية مقارنة بالفعل المسرحي الذي ترعرعت فيه موهبته الفنية كشف لنا بطل "يا اللي عيونك في السماء" أن الشخصية في المسرح تتطور مع الوقت والمجال الممنوح لها فيستطيع الممثل بذلك الإبداع من خلالها على عكس أدوار التلفزيون التي تولد قبل موعدها وبالتالي يؤثر ضغط التصوير وقلة الوقت على أداء الممثل إلا إذ كانت الشخصية ثرية وذات أبعاد عديدة مثل دور سعيد في فيلم نجيب بالهادي. البطولة الأولى من جهته، وصف الممثل خالد هويس صاحب أحد الأدوار المؤثرة في أحداث العمل تجربته الأولى مع التلفزة الوطنية بأنها جيدة، خصوصا وأنه يقدم دور رئيسي في العمل قال عنه:" سليم هو خطيب بطلة الفيلم، الذي يكن لها محبة كبيرة وفي الآن نفسه يفكر في المال والنساء كما يرتبط بعلاقة غامضة مع والدتها ستكشف عنها مشاهد الشريط". وأضاف خالد هويس أن هذا الدور مختلف عمّا قدمه في السابق وسيضيف لمسيرته التي لم تنطلق إلا منذ فترة قصيرة مع فيلم "حكايات تونسية" تلتها مشاركة في "فرار قرطاج" مع مديح بلعيد وفيلم "خميس عشية " لمحمد دمق إلى جانب دور في مسلسل مكتوب 3 في رمضان القادم. أمّا الممثلة أميرة بن يوسف وهي ملكة جمال العرب لسنة 2006 وبطلة فيلم الجيلاني السعدي الأخير"وينو بابا"، فاعتبرت شريط "يا اللي عيونك في السماء"،عمل فني سيمكنها من تقديم نفسها تلفزيونيا بعد تجربتها السينمائية البكر كما سيعرفها على الفرق بين المجالين الفنيين ووصفت أميرة بن يوسف شخصية هاجر عارضة الأزياء التي تجسدها بالفتاة سهلة الاقتياد من قبل والدتها حيث تتحكم في قراراتها وتقودها لتتحيل على بطل الفيلم سعيد وافتكاك أمواله. وعن أعمالها القادمة ومشاريعها الفنية، أعلمتنا أميرة بن يوسف أنها لم تخطط بعد لمستقبلها الفني ومازالت تتحسس خطاها في انتظار الأعمال المقترحة عليها في المقابل لفتت انتباهنا الطفلة زينب بوخريص التي ستؤدي دور ابنة البطل "أحلام" وبينت الفتاة الصغيرة (قدمت في السابق شخصية بصوتها فحسب في فيلم لمحمود بن محمود )أنها تحلم بامتهان الفن كما تتطلع لأن تصبح نجمة عالمية ولن تقتصر أحلامها على الدراما المحلية. للتذكير يتواصل تصوير شريط "يا اللي عيونك في السماء" طيلة أربعة أسابيع في عدد من الأماكن من بينها المدينة العتيقة بتونس وتحديدا الحلفاوين وباب سويقة إلى جانب أحياء المنزه والمرسى. مع العلم أن المخرج نجيب بالهادي يقدم في هذا الشريط ابنته في أحد الأدوار الصغيرة وقد حضرت البنت صحبة والدتها في اليوم الأول للتصوير قصد المساندة والإطلاع على أجواء العمل.