الجريدة: ياسر المعروفي سويعات قليلة بعد خروج اول صور مهرجان الكثبان بنفطة، انطلقت الآلة الاعلامية لحركة النهضة في الهدير.. طبعا لم تشر لنجاح هذه التظاهرة الفريدة في نقل صورة جميلة عن بلادنا وصحرائنا للعالم.. لم تشر للخطاب الجديد لوزيرة السياحة الخطاب الذي ترك حلة "الرسمي" و''لغة الخشب'' ليحتك بلغة ''التوانسة'' ويشاركهم فرحتهم.. لم تتحدث عن أهمية السياحة الصحراوية التي ستوفر عائدات مالية هامة وستدعم التنمية في جهات الجنوب...
طبعا هذه كلها مشاغل ومواضيع لا تعني "اعلام الثورة" و"اعلام الحياد'' النهضاوي في شيء ما يهمهم ويقض مضاجعهم حقا هو اقدام شباب ''مائع'' و''شاذ'' و"فاسد'' -على حد وصفهم- على الرقص وشرب الخمر.. سويعات قليلة وانطلقت حملة التشويه ضد وزيرة ''اعتدت على المقدسات'' وزيرة ''فاسقة'' وزيرة ''لم تراعي الحرمات'' وزيرة ''فاجرة'' وزيرة ''تشجع على المنكر'' وزيرة ... (انتهى معجم النعوت والسباب والفجور). سويعات قليلة وطلعتنا عناوين من قبيل ''وزيرة سياحة حكومة جمعة تدنس الجنوب التونسي: خمر ودعارة وقمار تحت حراسة الأمن'' و"خيمة عهرية مرخصة من وزارة الداخلية'' و"وزيرة العهر تحلّ الخمر والدعارة'' وغيرها من العناوين الخبيثة التي تنهل من قاموس مفردات الجنس والفجور كلماتها. هكذا اختارت الماكينة الاعلامية النهضاوية اطلاق حملتها الجديدة قبل الانتخابات القادمة بطريقة تذكرنا بذلك الخطاب الردئ التي انتهجته عقب الثورة وقبل انتخابات أكتوبر 2011 الخطاب الذي جعل ''الاسلام في خطر'' الخطاب الذي أطلق عقيرته بالصياح "نكبتنا في نخبتنا'' و"العلمانيون خطر على تونس''.. الخطاب الذي سبق حملات التكفير والتشهير في الجوامع ضد الصحفيين والفنانين والسياسيين الخطاب الذي مهّد الطريق سالكا أمام العنف السياسي في مرحلة أولى قبل ان يتحول إلى اعمال ارهابية وتفجيرات واغتيالات... انطلقت الماكينة النهضاوية من جديد لتشن حملة جديدة لتشويه وزيرة السياحة وتصفها بأقذر النعوت وأحطها بعد أن فشلت حملة زيارة الوزيرة لاسرائيل.. انطلقت متدثرة بعباءة حماية المقدسات الاسلامية والحفاظ على الهوية العربية الاسلامية... هذه العباءة التي تمزقت وترهّلت وصارت رثة من فرط ما استعملها تجار الدين في بلادنا.. انطلقت الماكينة لتبث حقدها وكرهها لكل أجواء الفرحة والبهجة التي عاشها الشبان في صحراء نفطة انطلقت تحمل ضغينة ضد شباب تونسي يعشق الرقص والهزل والضحك لا يريد التكفير ولا التفجير ولا الارهاب.. في خلاصة.. ماكينة تكره كل ماهو تونسي أصيل... سيقول البعض أن هذا الاعلام لا يمثل رأي حركة النهضة الرسمي لكن الشياطين تكمن في التفاصيل فالعارفون بتفاصيل تقنيات الاتصال والاعلام بعد الثورة يدركون الدور الهام والأساسي لمواقع الاتصال الاجتماعي وصفحات الفيسبوك في قيادة الرأي العام ويعرفون أن حركة النهضة كسبت ود وتعاطف شريحة كبيرة من الشعب التونسي بخطاب "الاسلام في خطر'' وحرب الاشاعات التي قادتها عبر صفحات وهمية على الفيسبوك. يبدو أن الحركة لم تتعض من أخطاء الماضي ولم تعمل على تحسين خطابها الاعلامي ليواكب حقيقة الشخصية التونسية الشخصية التي تحترم المقدسات وتعلي من الروحانيات من جهة وتعشق الحياة والفرحة من جهة أخرى.. يبدو أنها لا تنوي التخلي عن ذلك الخطاب الذي قسّم التونسيين إلى كفار ومؤمنين ونشر الحقد والكره في صفوف أبناء الشعب الواحد. خطاب و"اسلاماه''..