قلة هم ممثلو التيار الاسلامي ممن يثيرون جدلا. خميس الماجري أحدهم وهو مهدد بالطرد من فرنسا و تعاديه حركة النهضة و ينتقده السلفيون الجهاديون. بين هذا الثلاثي يحاول الماجري تقديم نفسه على كونه ممثلا للسلفية الحقيقية، فهو ينتقد "اخوان" الامس و يشدد مؤاخذاته على رموز السلفية و لكنه يوجه سهامه للديمقراطية و للغرب وللاعلام ويعطينا قائمة متكاملة في شروط التكفير. بالتأكيد نحن في هذا الحوار امام نموذج تونسي اخر للظاهرة الاسلامية المرهقة بضغوطات الواقع التونسي التي ينظر اليها على انها "نماذج غريبة" من المهم الاستماع لما تقول. في ما يلي الحوار كاملا مع الشيخ خميس الماجري: *هناك جدل حول توجهك الفكري بين تبنيك لفكر النهضة في فترة معينة ثم انتقالك لتتبنى الفكر السلفي الجهادي، ماهو سر هذا التحول؟ اولا حركة النهضة حركة سلفية في اصلها وانطلقت سلفية منذ سبعينات القرن الماضي ولازال فيها بعض قيادات سلفية. فحركة النهضة انطلقت منذ السبعينات تحت اسم الجماعة الاسلامية وكانت حركة سرية ذات توجه سلفي ثم وقع كشف هذا التنظيم في 5 ديسمبر 1980 من طرف البوليس فاضطرت لاعلان نشاطها في 6 جوان 1981 وكان ذلك الاعلان بمثابة الهروب من ورطة امنية جعلت الكرة في شباك السلطة وهذا اصل تحول الحركة من الجماعة الاسلامية السلفية إلى حركة الاتجاه الاسلامي كحزب سياسي. وبالتالي انا لم اغير فكري بل بقيت مواصلا على الفكر القديم السلفي للنهضة، والنهضة هي التي تحولت، لأنها كانت سلفية واصبحت كذبوقراطية. انا لا ازال على عهدي القديم وعلى الخيار الدعوي، أريد أن أبلغ الاسلام متحررا من كل تنظيم ومن كل تحزب وتعصب. أما السلفي فهذا شرف لي لا ادعيه واسال الله ان يحشرني مع السلف الصالح وفي مقدمتهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكني لا أقبل الا ان اسمي نفسي مسلما، لانها التسمية الجامعة لكل المسلمين و ابراهيم سمانا بالمسلمين، وهذه التصنيفات والتسميات يتقاذف بها السياسيون، وهي تزيد في تعقيد الوضع واحداث الفتنة وتفريق الامة، واسال الله تعالى ان نتوحد ولا نتفرق وان نتجمع ولا نتحزب. أمّا في تبني الفكر الجهادي، فانا جهادي باللسان وبالبيان، أقول الحق ولا اخشى في الله تعالى لومة لائم، غير ان حركة النهضة في المهجر هي التي صنفتني ووضعتني في تلك الزاوية وارادوا تقديمي ككبش فداء وباعوني إلى المخابرات الغربية على اساس اني احمل فكرا معاديا للغرب، لا لسبب الا لاني دعوتهم الى مراجعات علمية. وهذا ما جعلني اعاني من هذا التصنيف الذي اسندوه لي، وقد كنت اعلمهم القران فباعوني إلى فرنسا،ولذلك اليوم فرنسا ترفع ضدي قضية لاصبح مهددا بالطرد. *قلت ان النهضة بها سلفيون . من من القيادات النهضاوية حاملون للفكري السلفي؟ في بعض المرات يرجع بعضهم إلى اصلهم من خلال تصريحاتهم. ولكن السلفي الحقيقي لا يكون حزبيا أبدا، السلفي هو الذي يدعو إلى الدّين الذي كان عليه السّلف الأوّل في القرون الثلاثة المفضلة الاولى. الذين احسنوا التعامل مع القران فهما وخلقا وتنزيلا. والسلفي الحقيقي هو الذي يحرص على توحيد الامة لانهم من الامة، وليسوا من النخبة او يدعون الى اشخاصهم واحزابهم. ومن في النهضة اليوم يدعون الى الكذبوقراطية وهي ليست سلعة سلفية انما هي سلعة غربية وثنية تبيعة لقوى المركز التي تملي علينا كل شيء حتى تفكيرنا ودستورنا وعيشنا وما الى ذلك من شروط القوي على المتسول. *دافعت عن السلفيين الجهاديين لكن من المفارقات أن التيار السلفي وعلى راسهم ابو عياض لا يعتبرونك منهم؟ الدين يلزمنا أن نكون مع المظلوم والنبي صلى الله عليه وسلم قال "انصر اخاك ظالما أو مظلوما" وانا انتمي إلى التيار الاسلامي ككل وادافع عن الشعب التونسي والفقراء والمساكين والمظلومين والشرع يفرض علي أن انصر الظالم والمظلوم اما الظالم فاحده عن ظلمه واما المظلوم فانتصر له .هذا هو الاسلام السمح المعتدل الوسطي الحقيقي وليس الوسطي الامريكي السياسي. وهذا الذي يقودني في التعامل مع كل التونسيين على نفس المبدا وان لزم الامر أن اكون مع النهضة والترويكا ضد المفسدين من الشغالين واليسار الذين يخططون للاطاحة بها فساكون معها في هذه النقطة. وبالتالي الشرع يفرض علي أن انصح حركة النهضة وحزب التحرير وغيرهما وكل تونسي ومسلم .كذلك ديني يفرض علي أن اكون إلى جانب المقهورين والمظلومين والمضطهدين واحسب أن التيار السلفي مضطهد ومظلوم فقد قتل منه 16 شخصا اخرهم امراة في بيت نومها وهم يمنعون التيار من العمل السلمي المدني ولا يرخص لهم كايمة ونشاطات حتى للجمعيات المرخص لها. اما عن موقف ابي عياض فاحسبه موقفا متسرعا ولا ارد عليه لان الرجل سمع عني ولم يسمع مني وان كنت أؤاخذه في مسائل علمية بحتة منها انه ليس له الحق أن يخرجني من السلفية وان كنت ارفض هذه التسمية وانا اتحدث من الناحية العلمية لان السلفية ملك مشاع لكل مسلم فهي ليست حزبا، وان يخرجك شخص من السلفية فهذا ضد منهج السلفية. كما اني لم ادّع يوما باني ناطق رسمي باسم التيار السلفي وكل ما في الامر أن هناك مشايخ الهيئة الشرعية للدعوة والاصلاح اختاروني ناطقا رسميا باسمهم، ولم اصرح البتة باني ناطق رسمي باسم التيار او باسم انصار الشريعة، ومن يقول عكس ذلك فليأتني بالدليل. وعلى كل حال انصار الشريعة دعوني لحضور ملتقاهم الاخير في القيروان واحسب أن هذه الدعوة تجُبّ ما قبلها وكل ما قاله ابو عياض مسح بهذه الدعوة. *هناك من يرى انك تسعى للقيام بدور سياسي من خلال تمثيل التيار السلفي الجهادي ومن ناحية اخرى نجدك تتوجه للجمهور السلفي ككل في حين أن النهضة لم تساندك وساندت منافسك البشير بن حسن؟ اولا الفصل بين ما هو سياسي واسلامي هو فصل غربي كنسي لا يصلح أن يكون في بلدنا ومجتمعاتنا الاسلامية لان لنا خصوصياتنا وفكرنا ومن هذه الخصوصيات عدم الفصل بين الديني والسياسي بل الثابت تاريخيا أن كل حركة اصلاحية في الوطن الاسلامي لا تكون الا دينية ابتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم وانتهاء بمحمد ابن عبد الوهاب رحمه الله. وكل هذه الثورات تمازج فيها الديني بالسياسي والثقافي والاجتماعي والاخلاقي وان اكون داعية إلى الله واطرح المشروع الاسلامي طرحا شموليا هذا من خصائص الاسلام فهذا الدين جاء ليحل مشاكل الانسان والله تعالى يقول "الا له الخلق والامر" فالله خلقني وبالتالي هو الذي يقودني. قال إبراهيم عليه السلام:" الذي خلقني فهو يهديني"، لذا لا يجوز أن نلغي الله عز وجل من حياتنا في جميع القطاعات كالتعليم والاعلام وهذا هو تصوري. قال تعالى رابطا بين العلم والله تعالى:" أقرأ باسم ربك الذي خلق". اما بالنسبة لبشير بن حسن فلست منافسا له، وهذا الرجل يعاني من مشاكل عديدة . هو متشبع بما لم يعط، يخاصم الجميع ويرى نفسه مجتهدا، يغازل الحكام والحكام هم سبب البلايا بقوانينهم الفاسدة. لم يناضل يوما لا ضد بورقيبة ولا ضد بن علي ولا ضد اسلام فرنسا، حيث كان يتزلف للفرنسيين، ولم يقف يوما ضد أي ديكتاتورية في أي وقت من الاوقات بل افتخر في دروس له انه لم يكن معارضا لبن علي، وكان مساندا للديكتاتور بن علي وكان يعتبره ولي امر شرعيا، وكان يتهم الشعب التونسي بمن فيهم المرزوقي وبن جعفر وحزب النهضة انهم من الخوارج وان طاعة ولي الامر بن علي واجبة ومن خرج عليه ينفذ فيه حكم البغاة، وغير ذلك من فساد منهجه كثير، واليوم يصير بن علي طاغوتا والشعب التونسي ثوريا والمرزوقي والترويكا ولاة امر! فاي موقفيه اصح؟ هل مواقفه القديمة ام الجديدة؟ ثم هو اليوم صار حزبيا يهلل ويكبر باسم النهضة ويفتي لها، ويخطّئ كل من يقف ضدها، بل يتهمه انه يعادي الاسلام، قال في احد دروسه:" كلّ من وقف في وجه الحكومة الشّرعيّة فليعلم يقينا أنّه يعادي الإسلام وأهله". وراية التوحيد عنده خرقة، والمنقبة تبقى في بيتها الى غير ذلك من المواقف التي لا تحصى ولا تعد. هذا شيء يسير عن بشير بن حسن الذي اراد بل حرص على ان ينفذ اجندة الحزب الحاكم والسياسيين سيستغلونه ويستعملونه ثم يستغنون عنه. *لكنه يحظى بالقبول من النهضة في حين تم تهميشك من طرفها؟ طبيعي ان يحظى بقبول لدى حزب لانه حزبي مثلهم التقت مصالحهم فاجتمعوا بعد ان كان يعاديهم، والقبول تجدينه حزبيا وظرفيا، ولكن الشباب في التيار الاسلامي الكبير السلفي والتحريري وغير ذلك لا يحبونه بل يطردونه من المساجد. انا من همش النهضة والغيتها لاني رفضت ان ارجع اليها ليلة 11 سبتمبر 2001 ، لأسباب عديدة اهمها انها خرجت من المشروع الاسلامي لتدخل في المشروع الكذبوقراطي المرتبط بالغرب. وانا اسال الله ان يوفقني ان اكون دائما حرا ومستقلا، وبشير بن حسن والنهضة هؤلاء مرتبطون بقطر والسعودية وامريكا وينفذون اجندة خارجية وانا ادعو إلى الله ولا ادعو إلى نفسي أو إلى حزب واريد أن انقذ شعبي من هذه الوضعية البائسة ولا يمكن ذلك الا بالاسلام. *لكن التونسيين مسلمون؟ طبعا انا لم اقل عكس ذلك لكن الاسلام إلى الان لم يقدم مشروعا ثقافيا تربويا اعلاميا اخلاقيا وهمش ليبقى باركانه الخمسة فحسب، والغي كنظام حياة وشريعة. وفي اعتقادي هذا هو المشروع الامريكي ولذلك تخلت النهضة عن الشريعة وعن الخلافة السادسة. *هناك من يصنفك ضمن التيار التكفيري،ما موقفك من ذلك؟ هذا كلام فارغ وهذا يندرج في اطار الاقصاء والاستئصال حتى لا اقبل بين شعبي وهذه تهمة باطلة وسخيفة لا يرد عليها لانها جاءت من سياسيين اقصائيين استئصاليين لا يقبلون الحوار رغم اني دعوتهم إلى الحوار وكل من يدعي اني تكفيري فلياتني بالدليل. اما عن حكم التكفير فهو شرعي فكل من كفر بالله كفر ومن كفره الله عز وجل كافر فاليهود والنصارى كفار وكل من يسب الله يكفر بذلك، ومن ينجس المصحف يكفر ومن يسجد امام صنم يكفر ومن يذهب إلى قبور الأولياء ويطلب منهم الرزق يكفر لأنه سأل غير الله تعالى ومن يذهب إلى المشعوذين ويصدقهم في دجلهم كذلك يكفر. ومن لا يؤمن بأن الشريعة هي الحل يكفر لان الله خلقنا لنعبده ومن العبادة ان نحكم شريعته، الم اقرأ لك من قبل قوله تعالى:" ألا له الخلق والأمر" الم يقل الله تعالى:" إن الحكم الا لله امر ان لا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم"، فجعل الله الحكم عبادة وجعل الاثنين هو الدين القيم. فكل من يقول ان الشريعة لا تصلح يقع في الكفر لان الشريعة صالحة لكل زمان ومكان. هذه القضايا لا يعرفها بعض التونسيين مع الاسف الشديد، هناك امية وتصحر ديني مقصود ومخطط له من طرف النظامين السابقين. اما مسالة التكفير فهي حكم شرعي ينبغي ان نكفر من كفره الله ورسوله،وإلا عشنا فوضى دينية. ولكن الغلو في التكفير هو المرفوض وهو الذي لا يجوز كالتكفير بمجرد الشبهة أو الظّنّ أو التكفير بالمعصية والذنب ما لم يستحلّه… نعم انا وانت وكل مسلم ينبغي له ان يكفر من كفره الله ورسوله. اني والله اخاف أن ارمي مسلما بالكفر ، واعوذ بالله من ذلك! لأن رمي المسلم بالكفر له تبعات خطيرة جدا من اعظمها ان يرجع الكفر علي ان رميت مسلما بالكفر وهو لا يستحقه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:" أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه". فالتكفير ليس سهلا، لان من رمى أخاه المسلم بالكفر فهو على خطر عظيم. ولكن الذي اؤكد عليه ان الحكم بالكفر ليس أمرا هينا، ومن ثبت إسلامه بيقين فلا يزول بالشك، وليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من حصل منه ما يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم و وجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لئن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة رواه الترمذي والحاكم. وليعلم أيضا ان التكفير إما ينصب على الأفعال وإما على الأشخاص فأما إن نصب التكفير على الفعل فهذا جائز ولا بأس به، بل هو منهج اهل العلم والورع لانهم يحكمون على الأفعال وقليلاً ما يحكمون على الأشخاصواما تكفير الأشخاص فهذا هو الذي خافوا منه وحذروا منه لأن الحكم بالتكفير ليس حكمًا سهلاً، ولذلك وضعوا لتكفيره شروطًا وموانع إذا تحققت جميعها وانتفت الموانع فيجوز حينئذٍ ، وهذه الشروط هي: أن يكون فاعل الكفر بالغًا وبناءً عليه فلو فعله صغير لم يكلف فلا يحكم عليه بالكفر لأن القلم مرفوع عنه ، ومن الشروط : أن يكون عاقلاً وبناءً عليه لو فعل المجنون كفرًا فلا يحكم عليه بأنه كافر إذ لا تكليف عليه ، والقاعدة تقول لا تكليف إلا بعقل وفهم خطاب ، ومن الشروط : أن يكون عالماً ذاكراً بالحكم فإن فعل الكفر وهو جاهل بأنه يكفر فلا يحكم عليه بالكفر لأن تكليف النفس بما لا تعلم تكليف لا يطاق وقد قال تعالى : } لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها { وقال : } ربنا لا توآخذنا إن نسينا أو أخطأنا { ، ومن الشروط : أن لا يكون مكرهًا فإن كان مكرهًا على قول الكفر أو فعله فلا يكفر لأن الإكراه مسقط للتكليف قال تعالى : } من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان { ، ومن الشروط كذلك : أن لا يكون متأولاً فإن فعل أو قال كفرًا متأولاً فإنه لا يكفر ، بل تقام عليه الحجة الرسالية . فهذه الشروط التي نعرفها عن العلماء وقرأناها في كتبهم ، واعلم أن ضد كل شرط مانع من الموانع فضد البلوغ الصغر فالصغر مانع ، وضد العقل الجنون ، وضد العلم الجهل ، وهكذا بقية الشروط ، فإذا توفرت هذه الشروط وانتفت الموانع فلا يؤاخذ الإنسان إذا حكم حينئذٍ بالكفر وقد ثبت عن السلف تكفير بعض المعينين فشيخ الإسلام ثبت عنه تكفير ابن عربي الطائي الحلولي وابن سينا الملحد الزنديق ، وغيرهم ، كما ينبغي ان يعلم أنه لا يكفي في قيام الحجة بلوغها ، بل لابد من بلوغها وفهمها. وهذا يكفي لأن المبحث عظيم جدا. اذا هل تعتبر حركة النهضة ونواب المجلس التاسيسي الذين عارضوا اعتماد الشريعة في الدستور كفارا؟ كلامي واضح . من لا يؤمن بالشريعة فهو كافر . لماذا لم يستمد الدستور من الشريعة؟ولماذا غيرت النهضة رايها بعد أن جندت شيوخها من الداخل والخارج للدفاع عن هذا المبدا ثم تخلت عنهم؟ لانها وبكل بساطة رضخت لتعليمات الغرب. *علمنا انك زرت عبد الرؤوف العيادي مؤخرا . في مكتبه في أي اطار تندرج هذه الزيارة؟ الزيارة عادية وليست ممنوعة . انا ازور الجميع وهذه الزيارة بالذات كانت اقتراحا من بعض الشباب في اطار القضية المرفوعة ضدي في فرنسا وزرته باعتباره محاميا لتوضيح عديد النقاط. *موقفك من احداث الشعانبي؟ ما يحصل في الشعانبي غريب فهذه الاحداث انطلقت منذ ديسمبر 2012 ومنذ ذلك الوقت والقوات المختصة تمشط جبلا صغيرا ولم يجدوا شيئا ولسائل أن يسال كم مساحته الشعانبي؟ انا لا اصدق ما ينقله اعلام العار،الإعلام البنفسجي. فهذه مراسلة الشعانبي آف آم "نادية الرطيبي" منذ 12 ديسمبر 2012 تقوم رفقة قوات مكافحة الإرهاب بريبورتاج . وجدوا معدات اتصال من نوع Alcatel تأتي من الجزائر مشابهة للتي يستعملها أجهزة الأمن التونسي. *لكن هناك ضحايا لهذه الاحداث؟ كل ذبابة تقتل في تونس يتهمون السلفيين بها . فلو كان هؤلاء يريدون أن يقتلوا لقتلوا منذ أن صفي منهم 16 شخصا ومن بينهم امراة في غرفة نومها . هؤلاء ظلموا وقمعوا وقتلوا وحتى بعد ذهابهم إلى سوريا لحقوا بهم وطالبوا بارجاعهم. هذا اعلام تهريجي واعلام فوضى. واليوم البعض يقول ان هناك تصفيات داخل الجيش وأن قتل احدهم على ايدي زملائه كان مقصودا لتحوزه على معلومات كان ينوي مد الحكومة والنهضة بها لذا هناك احداث غامضة يقف وراءها السياسيون ولا نستبعد أن يكون هؤلاء من بقايا التجمع وقد قالها النائب بالمجلس التاسيس سمير بن عمر أن هذه الاحداث تزامنت مع قانون تحصين الثورة. *اذا تساند من يعتبرون أن احداث الشعانبي مسرحية؟ نعم مسرحية هزيلة وحقيرة في اتهام السلفيين، والأصل في هذه المسائل ان يبت فيها قضاء عادل ومستقل. *موقفك من النهضة خاصة في تعاطيها مع ملف السلفيين؟ سيبقى وصمة عار في تاريخ النهضة قتل شابات وشباب اسلامي خلال فترة حكمها فالنهضة شاركت في قتل هؤلاء وهدم الكعبة اهون عند الله من قتل مسلم. ماذا اقول في قوم كانوا مظلومين ومقهورين و اصبحوا هم من يظلم ويقهر . فما حدث للسلفيين في عهد النهضة لم يحدث لهم في عهد بن علي فهو لم يقتل 16 سلفيا. وحتى الاخوات المنقبات اضطهدن ومنعن من الدراسة واعتدي عليهن من طرف عميد بالجامعة،الكزدغلي الذي برأه قضاء النهضة. فمحمد رباح قتل 8 اشخاص في فرنسا واحتمى ببيته لمدة ثلاث أيام بتولوز وظل البوليس الفرنسي لايام يدعوه عبر مضخمات الصوت لتسليم نفسه ولم يطلقوا عليه الرصاص الا عندما هو بدا بذلك. وفي تونس يقتحمون البيوت ويقتلون النساء دون محاسبة القتلة فهذه الدولة متجاوزة للقانون و لو كانت هناك سلطة قضائية عادلة مستقلة لسقطت هذه الحكومة لانها لا تحترم الانسان التونسي وخاصة السلفي الذي يعتبرونه ذبابة فاين الإعلام والنخبة السياسية . اقول لهؤلاء اتقوا الله فكل الجرائم تحسب على السلفيين . احراق العلم وانزاله واحداث الشعانبي إلى غير ذلك من التهم لذا يجب أن تستفيقوا وتتقوا الله. فساساتنا واعلامنا دون تربية ودون اخلاق ولا قيم . هناك عصابات تريد الافلات من العقاب والثورة وتجيز كل شيء في سبيل ذلك. من قتل بلعيد ؟ لماذا لم يظهر قاتله إلى الان؟؟ هل القضقاضي له القدرة على تسخير كل الامكانيات للقيام بذلك؟ من وراءه ؟ ربما كان طعما وقع توظيفه واستغلاله . من خطط ومن باشر ومن ساعد على ذلك؟هم يعرفون جيدا لكنهم عاجزون عن قول الحقيقة كاملة لذا يتم الصاقها بالطرف المستضعف . هؤلاء لا يخافون الله. * تقييمك لاداء وزير الداخلية لطفي بن جدو؟ ماذا فعل بن جدو ؟ لم نلحظ أي اداء له الا مع الشباب السلفي. هل تمكن من القضاء على الجريمة والحد من السرقات والانتصاب الفوضوي والزبالة وما يفوح منها من ناموس و روائح كريهة خاصة مع اقتراب حرارة الصيف؟ مازال التونسيون وانا من بينهم يشعرون بالخوف وصراحة اشعر بالغربة في بلادي عندما ارى الشباب يحتسي الخمر على الطريق العام وهو جريمة قانونيا (التجاهر بما ينافي الحياء)، ولا اجد حتى مكانا على البحر لاملا عيني بجمال البحر او اسبح. لا اجد تقريبا مكانا لما ارى من منكر كبير لا يطاق. *رايك في منع دخول 7 وعاظ من الدخول إلى تونس؟ هذا قمع واضطهاد وتمييز . من تحبهم النهضة يدخلون ومن لا تحبهم يمنعون. فمن يروج للاسلام الامريكي مرحبا به ومن لا يخضع للاجندة الأمريكية الغربية ممنوع من الدخول. ما حصل ليس سابقة ولن يكون للمرة الاخيرة وهذه فضيحة لهذه الحكومة التي تدعي الديمقراطية فهي لا تحترم الراي الاخر ولا تقبل التعدد والحوار وتمارس الاقصاء.وهي تطبق املاءات دولية على السياسيين تلاميذ الغرب بما فيهم النهضة نفسها التي أصبحت وفية لهم وهؤلاء لا اعتبرهم نخبة بل هم مستضعفون ينفذون سياسة الاقوياء. *موقفك من موجة الاحتجاجات التي تشهدها تركيا؟ بالرغم من موقفي من النظام التركي الذي يكرس للاسلام الامريكي والادلة على ذلك لا تحصى فعلاقاته جيدة جدا مع إسرائيل ومع امريكا بل انه قبل الثورات العربية كان يمهد للحوار ويعمل على التقارب السوري الإسرائيلي ولكن ما اقوله انه ليس من الطبيعي المطالبة بالاطاحة بحكومة وقع اختيارها عن طريق صندوق الاقتراع و ما تشهده تركيا الان من احداث غير مبرر سياسيا واتضح أن هناك اطرافا دولية تريد القضاء على النظام التركي باعتباره يرعى ويدعم الحكومات الاسلامية الموجودة بدول ما يسمى الربيع العربي على غرار تونس ومصر فضرب تركيا يدخل في اطار التجربة التي يعيشها العالم العربي من حرية مريضة وما يحصل الان هو عقاب لتركيا وتسديد فاتورة وقوفها إلى جانب الثورات العربية. واحسب ان الذي وراءه ايران واسرائيل.
