غَرِيبٌ في وطني على أرضي أمام عَلَمِي غريبٌ تَحْتَ تُربَةِ قبري نُفِيتُ بعيدا و هنا بقي جَسَدي لا أعرفُ وجوه المارة لا أعرف الطريق إلى بيتي الخمّارةُ مُقفلة و المسجد يبكي الطفلة تلعب بخُصلة شَعْرِها البيضاءْ الزهور تفتحت من السماءْ و من الماخور خرجتْ ألف عذراءْ ألف وردة حمراءْ على رؤوسهن ألفُ غطاءٍ و غطاءْ مهلا إني أرى قبرا يُحفَرْ و جنازة تَعبُرْ جثثٌ دون نُعوشٍ تلقى الترابُ يأبى يأبى قبولها و يصرخ هذه مقبرة الشرفْ لا تقبلُ من عزفْ لَحْنَ الخِيانة ليعيشَ حياة الترفْ و هو يرى الناس تأكلُ العلفْ ربما ماتوا لكن لم يقفل الملفْ ربما نُشِر نَعيهم في الصُحفْ لكن لم يُثأر لوطنٍ نَزَفْ أنا مقبرة الإيمانْ و هو ليس لحية و سطر قرآنْ فالله أوصى الإنسانْ بالدين و الأوطانْ ادفنوهم في قلبِ بركانْ فقد خُلِقوا من النار كالشيطانْ لحظة صمت حلت من بعدها اختفت الجدرانْ عادت الألوانْ أُطْلِقَ سراحُ الأسنانْ التي كَرِهَتْ زنزانة الأحزانْ الخمارة و المسجد يبتسمانْ الطفلة تُمَشِطُ شعرها الأشقرْ الأزهار غطتِ الأرضْ أُقفِلَ الماخورُ و حُفِظَ العَرْضْ لكن للأسف أجابني الواقعُ بالرفضْ هذه المسرحية لا تصلحُ للعرضْ فالأشواك مازالت تحيط بوطني طولا و عرضْ غريبٌ أعادوني إلى السجن من جديدْ وراء قضبان ليست من حديدْ بل قضبان صنعوها من عظامِ الشهيدْ