الجريدة: متابعة فاتن العيادي قال رئيس جمعية دار الحديث الزيتوني ورئيس قسم دراسات الأمن العقائدي بالمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، الشيخ فريد الباجي أن الإحصائيات التي قاموا بجمعها من عدة مصادر أثبتت وجود 16 ألف سلفي جهادي داخل تونس يتبنون فكرا دينيا متطرفا. وأضاف أنه تمّ القبض على 1500 تقريبا إلى حد الآن، ويوجد تقريبا 4 آلاف مقاتل في سوريا وليبيا والعراق ومالي وفي الحدود التونسية والجزائرية وهي النسبة الأقل، وأن حكومة الترويكا وعلى رأسها النهضة، ساهمت في دعم هذا الفكر التطرفي، لأن بعض قيادييها يتبنون إلى الآن الفكر السلفي الجهادي. وأشار في حوار ل"الشروق" الجزائرية إلى أن جنوح هؤلاء إلى المنهج التكفيري التفجيري يعود إلى عدة أسباب، منها تساهل الحكومات المتعاقبة ما بعد الثورة في التعامل مع هؤلاء، بل وقد وجدوا دعما من بعض السياسيين، وكذلك العفو التشريعي العام الأحمق والأخرق كان سببا في إطلاق سراح القيادات الإرهابية التي استغلت الانفلات العام في تكوين جمعيات دعوية وخيرية، نشرت فكرها المسموم في بعض الشباب، مستغلة العاطفة الدينية العمياء لهؤلاء وجهلهم بسماحة الإسلام، وكذلك الخصاصة والفقر في البعض منهم، حيث متعوهم بالأموال التي جمعوها من التبرعات الداخلية، وببعض أموال البترودولار، هذه العوامل مجتمعة ساعدت وساهمت في نشر الإرهاب في تونس. واعتبر أن هذا التيار داخل تونس عجز عن التسلح الجماعي والمنظم، نتيجة الضربات الموجعة من قبل فرق مكافحة الإرهاب التونسية، وعدم توفر حاضنة شعبية تونسية قوية لهم، وأن المشكلة التي تسببت في انتشار الإرهابيين في تونس هي سياسية وعقائدية واقتصادية واجتماعية، أما سياسيا فيعود إلى حمق بعض السياسيين الإسلامويين المتعاطفين معهم، وقد وفروا لهم غطاء من نوع ما، ما ساهم في اختراق بعض الإرهابيين مؤسسات الدولة، وعقائديا، فإن الفكر الوهابي التكفيري يملك آلة إعلامية ضخمة مدعومة ببعض دول الخليج ماليا، ساهمت في نشر هذا الفكر العقائدي التكفيري التفجيري في تونس.