الجريدة: مروى بونقيشة تحتفل ولاية بنزرت غدا الاربعاء 15 أكتوبر 2014 بالذكرى 51 لعيد الجلاء الذي يعد الاحتفال به سنويا شاهدا على الوفاء الدائم لتضحيات الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدماءهم الغالية في سبيل عزة تونس ومناعتها . ويعد هذا التاريخ تاريخ جلاء آخر جندى فرنسي عن الأراضي التونسية في 15 أكتوبر1963 . الجلاء كانت معركة الجلاء انطلقت فعلياً يوم 8 فبراير 1958 بعد العدوان الفرنسي على قرية ساقية سيدي يوسف الحدوديةمع الجزائر والتي استهدفت عدداً من المؤسسات المحلية ونتج عنها سقوط عشرات الشهداء الجزائريينوالتونسيين، وفي 17 يونيو من العام ذاته قررت الحكومة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية عن قاعدة بنزرت بالوسائل الدبلوماسية، إلا ان الأوضاع عادت للتأزم في شهر جوان من العام 1961، وفي يوم 4 جويلية من العام ذاته دعا المكتب السياسي للحزب الحر الدستوري الحاكم إلى خوض معركة الجلاء، وبعد يومين أرسل الرئيس الحبيب بورقيبة موفداً خاصاً منه إلى الرئيس الفرنسي شارل ديغول محملًا برسالة يدعوه فيها لمفاوضات جدية. وفي 23 جويلية تم الإعلان عن وقف إطلاق النار لترك الفرصة أمام المفاوضات التي انتهت بإعلان فرنسا إجلاء قواتها من مدينة بنزرت وإخلاء القاعدة البحرية فيها، وفي يوم 15 أكتوبر 1963 غادر الأدميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة إعلاناً عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي لتونس والتي بدأت يوم 12 ماي 1881. وذكرى عيد الجلاء التي همشت في العهد البائد بداية من سنة 1988 التي قرر فيها الرئيس المخلوع إلغاء هذه الذكرى من قائمة الأعياد الوطنية المحتفى بها كل سنة. و بعد ثورة 14 جانفي جاء قرار رئيس الحكومة المؤقتة السابقة السيد الباجي قائد السبسي الذي أعاد الإعتبار لهذه الذكرى وأعاد عيد الجلاء لقائمة الأعياد الوطنية لأنها ذكرى مجيدة وعزيزة خط فيها كل التونسيون صفحات ناصعة من النضال والفداء والتضحية في سبيل الوطن .