تحتفل تونس اليوم 15 أكتوبر بالذكرى 48 لعيد الجلاء وهي المناسبة التي كان التونسيون يحتفلون بها أيام الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة كعيد وطني من بين أهم الأعياد الوطنية . ولكن عندما تولى الرئيس السابق زين العابدين بن علي السلطة في عام 1987 همش هذه المناسبة وجعلها مجرد ذكرى جهوية تهم مدينة بنزرت دون إقامة احتفالات وطنية شعبية . وها ان الثورة التونسية تعيد الإعتبار لعيد الجلاء وتحتفل به اليوم كعيد وطني كانت اوّل احتفالات تونس الرسمية بعيد الجلاء يوم 15 أكتوبر 1964 . وقد تميزت الذكرى الأولى بحضور عدد من القادة والزعماء العرب من بينهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر . وكانت بداية العد التنازلي لمعركة الجلاء يوم 8 فيفري 1958 اليوم الذي شنت فيه طائرات الجيش الفرنسي المرابط قرب الحدود التونسية الجزائرية هجوما عنيفا على قرية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف على أبناء الشعبين التونسي والجزائري الموجودين في صبيحة ذلك اليوم بسوق أسبوعية مخلفة 79 شهيدا من أبناء وبنات تونس منهم 20 طفلا و 11 إمراة و 130 جريحا، هذه الحادثة اتخذها الزعيم الحبيب بورقيبة ذريعة لمطالبة فرنسا بإخلاء قاعدة بنزرت وبذلك قررت الحكومة التونسية العمل على إجلاء بقايا الجيوش الفرنسية عن قاعدة بنزرت . قد دامت معركة الجلاء عن بنزرت أربعة أيام من 19 إلى 22 جويلية 1961 وشهدت معارك عنيفة بين قوات الاستعمار الفرنسي وبين الشعب التونسي بكل فئاته إلى أن صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يقضي بوقف إطلاق النار وبعد تعاطف قوى السلم في العالم مع القضية التونسية أجبرت فرنسا على الدخول في مفاوضات مع الحكومة التونسية وقد تم التوصل إلى إتفاق 18 سبتمبر 1961 الذي نص على سحب كل القوات الفرنسية من مدينة بنزرت والعودة إلى بلادها وبذلك شرعت قوات الاستعمار الفرنسي في الانسحاب من أرض الجلاء بداية من 29 سبتمبر 1963 ليكتمل الجلاء التام عن قاعدة بنزرت يوم 15 أكتوبر 1963 برحيل آخر جندي فرنسي وهو تاريخ الجلاء التام والسيادة الوطنية .