أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حالة الحداد العام في جميع أنحاء مصر لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم على أرواح ضحايا أحداث محافظة (بورسعيد) التي اسفرت عن مقتل 74 شخصا وإصابة 284 آخرين. وقرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من جميع الجهات المعنية للوقوف على الأبعاد المختلفة للأحداث التي شهدتها مباراة ناديي المصري والأهلي بملعب بورسعيد في الدوري العام لكرة القدم وكذلك العناصر المتورطة فيها لتقديمهم للمحاكمة. ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء برئاسة الدكتور كمال الجنزوري اجتماعا عاجلا للمجموعة الأمنية لمتابعة تطورات الأحداث التي شهدتها محافظة بورسعيد عقب انتهاء المباراة واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها ومنع تكرارها. كما يعقد مجلس الشعب جلسة طارئة لمناقشة الأحداث نفسها فيما أعلنت وزارة الداخلية الليلة الماضية عن ضبط 47 من المتهمين بإثارة تلك الأحداث والمحرضين عليها. وذكرت وزارة الداخلية في بيان صحافي أن وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم أصدر قرارا بتشكيل لجنة عليا تبدأ أعمالها فورا للوقوف على ملابسات الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة كرة القدم الليلة الماضية. وأشار البيان إلى أن قوات الأمن قامت بتأمين مغادرة فريق النادي الأهلي وإدارييه ومشجعيه في طريق العودة حتى وصولهم للقاهرة. ونعت ببالغ الحزن والأسى أسر الضحايا الذين سقطوا خلال تلك الأحداث التي تعد "مأساة إنسانية وأخلاقية ورياضية بكل المقاييس". وقال "انه على الرغم من كل الاستعدادات الأمنية التي تم اتخاذها قبل المباراة الا أنه كان هناك تصعيد عدائي شبه متعمد من قبل بعض الجماهير التي تعاملت معها الأجهزة الأمنية بحكمة بالغة". وأضاف أنه سبق للداخلية أن حذرت من تفشي سلوك العنف بين جماهير الأندية وقامت بالتدخل في محاولة منها لمعالجة هذا السلوك من خلال التنسيق مع اتحاد كرة القدم والأندية الجماهيرية وروابطها لاحتواء مشجعيها واستيعابهم داخل المنظومة الرياضية. وعاد الهدوء فجر اليوم إلى محيط مديرية امن محافظة السويس المجاورة لمحافظة بورسعيد بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومشجعي النادي الأهلي الغاضبين بسبب أحداث مباراة بورسعيد. وكان القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي قرر إرسال طائرتين عسكريتين قامتا بنقل الضحايا ولاعبي الأهلي إلى القاهرة فيما قام الجيش الثالث الميداني بدفع وحدات لتأمين عودة جماهير الأهلي إلى القاهرة. من جانبه قرر الاتحاد المصري لكرة القدم تعليق مسابقة الدوري لأجل غير مسمى كما قرر حكم مباراة فريقي الزمالك والاسماعيلي الليلة الماضية إنهاء المباراة بعد نهاية الشوط الأول بناء على طلب الاتحاد عقب تداعيات أحداث بورسعيد. واستقبل المشير طنطاوي أفراد بعثة النادي الأهلي والمصابين جراء أحداث الشغب كما أمر برفع درجة الاستعداد القصوى في مستشفيات القوات المسلحة لعلاج المصابين. وكان محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله أكد أنه سيتم محاسبة من قصر في واجبه ولن يفلت أحد من المسؤولية ولا يمكن أن يمر هذا الموقف بسلام. وأشار المحافظ في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية الليلة الماضية أن الإجراءات الأمنية في المباراة كانت جيدة ولكن تدفق الجماهير بالآلاف داخل الملعب جعل صعوبة في تأمين جماهير النادي الأهلي. وطالب مفتي مصر الدكتور علي جمعة بفتح تحقيق فوري في أحداث الشغب التي وقعت بعد انتهاء مباراة كرة القدم مؤكدا حرمة أي عمل أو تصرف يؤدي إلى إراقة الدماء أو إثارة الفتنة. وحث المفتي في بيان صحافي على معاقبة أي مسؤول يثبت تورطه فيما وصفها ب"المجزرة والكارثة".