أجمع اغلب المؤتمرون في المؤتمر التاسع لحركة النهضة على اختيارهم للدكتور راشد الغنوشي رئيسا للحركة قبل ساعات من بدأ الانتخابات رغم مآخذ البعض وصراعهم حول الإستحقاق "النضالي" بين نهضاوي الداخل و الخارج مؤكدين أن الفترة الحالية تحتاج لرجل ب"خصال" و"ديبلوماسية" الغنوشي وذلك لدمقرطة الحركة والمضي بها نحو الوسطية والإعتدال كرسالة مضمونة الوصول للشعب في ظلّ بروز تيارات سياسية معادية للديمقراطية قيل عنها أنها "الدرع الخفي للحركة" ليتم بذلك إختياره "رجل المرحلة بلا منازع" و منقذ الحركة لمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية في تونس . و في انتظار مؤتمر استثنائي سيكون بعد سنتين وهي الفترة التي ستمثل فسحة مرح ليرشح أنصار الحركة و قياداتها الأصلين وقواعدها من يرونه خيرا لهم ولأفكارهم "الحقيقية " و مرآة واضحة للفكر الإخواني الذي كان المنطلق الدعوى واللبنة الأولى لنشأة حركة الاتجاه الإسلامي، ليصبح الطرح الكلاسيكي حول خلافات الحمائم و الصقور شعارا واهيا يطرح إلاّ في المحافل الانتخابية وهنا لا يمكن إلا أن نستدرك مقولة امرؤ القيس "اليوم خمر و غدا أمر" لما فيها من حكمة واضحة تحيلنا مباشرة إلى الاستراتيجية المتبعة لحركة النهضة حيث أن التيار الإصلاحي صلب الحركة يحاول جاهدا أن يكون صمام الأمان والاعتدال داخلها رغم صلابة جأش القادة "المتشددين" والقواعد الذين وجدوا في التيارات السلفية ظالتهم . بيد أن لسائل أن يقول كيف للغنوشي أن يقبل برئاسة مؤقتة للحركة إلى حين مؤتمرها الاستثنائي الذي سيتم خلاله مناقشة الملفات الهامة حسب تصريح رئيس المؤتمر التاسع عبد اللطيف المكي خلال ندوته الصحفية و كأن بالمؤتمر التاسع مؤتمرا ديكوريا لرئيس مؤقت لسنتين لتبقي النهضة في جلباب الغنوشي إلى حين. حسابات انتخابية و رسائل طمئنة هو النتاج الأبرز لمؤتمر الحركة الاول بعد أكثر من أربعين سنة من السرية .