كم هو محزن أن أكتب هذا المقال على حاسوب أمريكي الصنع وأرقنه على برنامج أمريكي الصنع أيضا لكن للضرورة أحكام. لا بد أن أستغل هذه التقنيات لأني من أمة لا تنتج شيئا "فنحن أمة حائرة... كل حيرتها شَعرُ امرأة سافرة... لا ننتِجُ طائرة و لا باخرة... بل فتاوى من العقل ساخرة " ( أبيات من قصيدة لم يرحل الطغيان ج 2 بقلم محمد عزيز هوّام نشرت في موقع الجريدة تونسية) 1سبتمبر 2012 ذكرى المسرحية الصهيو-أمريكية التي صدقها العرب , يتم فيها عرض فيلم ' يجسد الرسول صلى الله عليه و سلم و يظهره في صورة ابن الزنا زير النساء و يصل بهم الأمر إلى تكذيب نبوءته و الإدعاء أن القرآن مزيج بين التوراة و الإنجيل و أن الرسول قد حلل لأصحابه القتل و السرقة و الاغتصاب و حتى اللواط كما احتوى الفيلم على مشاهد إباحية' . فيلم سيئ الصورة و المحتوى المراد به أشياء عديدة سنصل إليها تباعا... الكل يتحدث عن إساءة لأشرف الخلق هذا ما استوقفني لذلك لا بد أن أوضح : إن المقدس السماوي الحقيقي لا يمكن النيل منه لأنه أرفع من الإنسان و مهما كان فعل هذا القاصر ( فيلم أو كاريكاتير ) لا يمكن أن يمس من خلاله بالمقدس حتى و إن تصور له ذلك فلا شيء قادر على هز مكانة الله و الرسل و الأنبياء و الأديان لكن المزعج في الفيلم هو تشويه أمريكا للإسلام و للرسول صلى الله عليه و سلم و القصد ليس هذا لأن أمريكا تعرف و علمائها يقرون أن الإسلام دين الحق و إنما المقصود إهانة المسلمين و كرامة الأمة ذلك أن التحالف الصهيو-أمريكي يتمادى في كل مرة فلا يجد من يصده أو يردعه فيتمادى أكثر. لا بد أن يقف المسلمون وقفة رجل واحد و أن يردوا هذه الإهانة ردا حضاري قوي لا ردا همجي سخيف فلا حرق الأعلام و السفارات و لا المسيرات الحاشدة و الصلاة في الشوارع دون قبلة أو طهارة سيخيف أمريكا و إنما الحل هو المقاطعة أولا و لما لا الحرب ثانيا و هذا يتطلب إرادة سياسية جماعية خاصة من بلدان النفط... لكني أشك في ذلك لأن أمريكا اختارت حكامنا بحكمة و هذا الفيلم ليس إلا خطوة لإبقاء الحكومات الإخوانية في السلطة و استكمال خطة الربيع العربي و إنجاحها حتى تتمكن من إعادة تقسيم العالم. خطوة أمريكا هذه ليست بجديدة فقد استعملتها الأحزاب الإسلامية من قبل للوصول للحكم تستعملها أمريكا اليوم لإبقائهم في السلطة فبعد فشلهم في إدارة شؤون البلاد العربية و إصلاح أمور العباد لا شيء سيبقيهم في حكم غير كذبة أن الإسلام في خطر و هو أمر خاطئ فالله قادر على أخذ أمريكا بصيحة من السماء لو أراد و ليس بحاجة إلينا نحن عباده القاصرين الضعفاء و إنما الخطر الحقيقي على أرضنا و عرضنا و كرامتنا التي لا تتهاون أمريكا في تطاول عليها.