غريب ما يحدث في تونس بعد الثورة ...حالة تسيب على كل المستويات أصبحت تنخر المؤسسات العمومية ومن بين هذه المؤسسات بلدية أريانة التي تشهد كل مساء حفلات مجون ينفذها أعوان الحراسة الذين يتجرعون الخمرة داخل مقر البلدية ويستمعون للموسيقى الصاخبة ولايكتفون بذلك فقط بل يجلبون معهم المومسات ويقضون ليلة بين الصراخ والرقص دون أية ذرة احترام للمتساكنين المحاذين لمقر البلدية وسط تواطؤ أمني لا مثيل له. الحادثة جدت يوم أمس مساء وفي حدود منتصف الليل أين جلب عدد من أعوان الحراسة عدة مومسات في سيارة البلدية ودخلوا بهن مقر بلدية أريانة لتنطلق حفلتهم الصاخبة وسط تذمر المتساكنين. وأمام هذا الانفلات الأخلاقي اتصلت متساكنة بالشرطة لتعلمهم بما يحدث وتطلب منهم القبض على هؤلاء المنحرفين الذين يتفوهون بكلام بذيء ولم تمض عدة دقائق حتى حلت أمام مقر البلدية سيارتين نزل منها أعوان الأمن وعوض أن نشاهد عملية للقبض على المنحرفين شاهدنا أحدهم يطلب منهم تخفيض أصواتهم لأن أمرهم انكشف. !! المتساكنة هبت على وجه السرعة لتقف أمام أعوان الأمن وتطلب منهم ايقاف هذه المهزلة والقبض على هؤلاء الأعوان في حالة تلبس وانتابتها هيستيريا بسبب التقاعس الذي بدا عليه أعوان الأمن الذين وجهت لهم تهما بالتواطؤ مع أعوان الحراسة وغض النظر عن فعلتهم الخادشة للحياء والتي تمس من شأن مؤسسة عمومية كانت في السابق مثالا يحتذى به. الحادثة مؤلمة للغاية وآلمها لمسناه من قبل اطار في الداخلية الذي يقطن هو الآخر حذو مقر البلدية وكان يعلم ما يحدث داخلها وفي كل مرة يبلغ عن هذه التصرفات التي يرتكبها أعوان الحراسة لا يجد آذانا صاغية ولا يلمس تحركا فعليا للقبض على هؤلاء المنحرفين. بقي أن نسأل سؤال هل أن رئيس البلدية على علم بهذه الحفلات وما رأي والي أريانة في هذه الحادثة، وكيف يتقبل وزير الداخلية مثل هذا التقاعس الأمني؟.