تعيش تونس منذ اندلاع ثورة 14 جانفي أجواء عصيبة وحالة مخاض سياسي واقتصادي واجتماعي وهذا الأمر بديهي بالنظر الى نتائج الثورات السابقة... لانه ليس من السهل على شعب عاش طيلة عقود عديدة القهر والظلم والاستبداد ان يسلك مسارا ديمقراطيا جديدا لا عهد له به. ان بلوغ مرحلة الانتقال الديمقراطي يستوجب تظافر الجهود لدراسة كل الأوضاع في شتى المجالات وإعداد خطط منهجية سليمة تخول النهوض بالمجتمع وتجاوز كل عثرات الأنظمة السابقة ووضع تقنيات تقييمية دقيقة تساعد على تجاوز الأخطاء التي قد تحدث والخطأ وارد. عند الحديث عن كل هذه المتطلبات لبلوغ الديمقراطية يتبادر الى الأذهان ان الدولة هي وحدها الكفيلة بتحقيق كل ذلك ونعني بالدولة في تونس بعد انتخابات 23 أكتوبر الحكومة الجديدة التي يترأسها السيد حمادي الجبالي. هذه الحكومة الجديدة التي بدا التهجم عليها وهي لم تتشكل بعد والكل يتساءل ماذا ستقدم لنا هذه الحكومة؟ هل سنتمكن منى إيجاد حلول لكل المشاكل في كل القطاعات؟ هل ان هذه الحكومة تملك فعلا عصا سحرية سترمي بنا الى سماء المدينة الفاضلة. ما يمكن قوله ان هذه الحكومة الجديدة التي ستجد نفسها أمام مخزون من المشاكل والنقائص امام نسبة كبيرة من الفقر والبطالة ونسبة نمو متراجعة ومنحدرة هي فعلا مطالبة بسلك سياسة حكيمة راجحة تساعدنا على النهوض ولكنها ليست المسؤولة الوحيدة وإنما هي مجرد طرف في المسار ليكون الطرف الثاني المواطن "نعم المواطن التونسي هو قائد من قادة الحركة الإصلاحية التنموية التي ستقودنا الى نيل الانتقال الديمقراطي. فالتونسي ليس بالعين الرقيبة او الحجرة المعثرة لعمل الحكومة بل هو اليد اليمنى التي ستساعدها وتقدم لها العون. التونسي وطريقة اليد في اليد من اجل بناء ما هدمته سنين الاستبداد والظلم. فكيف يستطيع ان يلعب هذا الدور الفعال؟ وماهي رهاناته قي تحقيق دولة ديمقراطية؟ في هذا الصدد أفادنا السيد عماد القديري بإن تونس في حاجة إلى وعي المواطن وتعول كثيرا على قدرته في الصبر والصمود من خلال فك الاعتصامات والإضرابات والمطالب المشطة التي لا تزيدنا إلا بؤسا وأحسن مثال على ذلك هو غلق المصنع الخاص بكابلات السيارات بأم العرايس الذي توقف نهائيا عن العمل جراء المطالب الاجتماعية والاعتصامات التي شلت حركته وأجبرت صاحبه على مغادرة البلاد ليجد مكانا أكثر أمنا يركز فيه مصنعه وأضاف ان العمل ب 100د أفضل بكثير من البطالة ويختم قوله بأنه من موقعه كعامل غير مرسم يدعو كل العمال إلى الثبات وتحكيم العقل والصبر والعمل من اجل استقرار وازدهار تونس دون ضغط على الحكومة. يجب تفهم الأوضاع والكف عن المطالب وسياسة "كن فيكون" لأن تونس تمر بظروف استثنائية لابد من التفكير في من تجاوزها خاصة وان التونسي هو من صنع ثورته لإنقاذ بلاده فهو مطالب بإنهاء ما بدأه كل من موقعه جنبا إلى جنبا مع الحكومة لا من خلال الضغط عليها ومحاولة وعرقلتها وشل حركتها فالتونسي مطالب بتعمير بلاده وذلك بالتفاني في العمل لندفع اقتصادنا الى الامام وبذلك تتم سعادة كل المواطنين. أما بثينة وأمين وهما طالبان يؤكدان من موقعهما ان أهم ما يمكنهما تقديمه هو التحلي بالوعي السليم والسلوك الحضاري إلى جانب اهتمامهما بدراستهما حتى يكونا عنصرين فاعلين في المجتمع وقدوة لغيرهما باعتبارهما سيكونان في المستقبل عنصرين يعملان لمصلحة البلاد . لقد انطلقنا من نبض الشارع الذي أجمع على أن التونسي مطالب بالتحلي بالصبر والعزيمة وروح المبادرة ودون التواكل والتعويل على الآخرين والكف عن الاعتصامات والإضرابات حتى يكون قادرا على المساهمة في صنع تونسالجديدةتونس ما بعد ثورة 14 جانفي. ريم حمودة