بعد اندلاعها في تونس اتجهت الثورة إلى الشرق حيث مرت على مصر و اليمن و سوريا و ليبيا و البحرين. و هي اليوم تغير مجراها لتتجه الآن الى الشمال و بالخصوص الى اسبانيا. و بالغوص في أسباب هذه الاحتجاجات نجد أنها مبنية على مطالب اجتماعية حركتها "موضة" المواقع الاجتماعية التي أصبحت وبالا على الحكومات في كل المناطق. فالمحتجون اللذين قارب عددهم ال 20 ألفا في ساحة "باب الشمس" بمدريد يذكروننا باللوحات التي صورها المتظاهرون في مختلف البلدان العربية اللذين خرجوا للمطالبة بحياة أفضل . فثورة تونس ألهمت الشباب المصري الذي لم يتوان في استعمال "الفايس بوك" لإسقاط مبارك و ها هو الشباب الاسباني يستلهم من هاتين الثورتين ليخرج الى الشارع للمطالبة بتحسين أوضاعه المعيشية خاصة و أن 20 بالمائة من الشعب يعانون البطالة نصفهم من الشباب. تجمع الشباب الاسباني في ساحة "باب الشمس" في اقتباس لسيناريو اعتصامات القصبة بتونس لم يفتهم أن يتسلحوا بالمؤن اليومية و بالخيام دون أن ينسى تجهيزاته الموسيقية. فماهو موقف الحكومة الاسبانية من هذه الاحتجاجات في الوقت الذي تتهيأ البلاد لإجراء انتخابات محلية يوم غد الأحد. الحكومة أعلنت عن وجوب فك الاعتصامات يوم الانتخابات في حين يصر المحتجون على مواصلتها حتى تحل مشاكلهم. و إزاء هذا الوضع المتميز بسياسة الكر و الفر هل تجرؤ الحكومة على اللجوء الى القوة لفك الاعتصامات حينها ستكون العاقبة و خيمة.