في خضم إثارة محاولة الاستيلاء على عدّة هكتارات من غابة الرمال على مشارف منزل جميل و هي أرض على ملك الدولة وشهدت القضية تنظيم مظاهرة صاخبة حضرها نواب من جهة بنزرت كنا ننتظر تفسيرات و تحاليل لما روى مع تسليط الأضواء اللازمة على طبيعة القضية التي يؤكد المطلعون على الخفايا أنها عملية فساد من الصنف الكبير إذ كيف يتجرأ شخص من خارج المنطقة الإدعاء بأن قطعة من غابة الرمال ملكه و سيقيم عليها أحد المشاريع يرتكز على تشغيل اليد العاملة …؟؟ و حسب الرواية المتداولة في المنطقة فإن هذا الشخص الذي يدعى رجل أعمال قريب وزير سابق استسهل عمليات السطو على أملاك الدولة مثلما وقع مثلا في الكورنيش ببنزرت و بلا شك هناك من قلب إحدى الإدارات من مهّد له طريقه للاستيلاء ووجد كل المساندة الرسمية الإدارية و كادت العملية تتم في السرّ لولا تفطن جمعيات أصدقاء الرمال و المحافظة على الرمال ثم بلدية منزل جميل و ظهرت مقاومة لعملية فساد تتم في وضح النهار و بغض طرف الجهات الرسمية و كانت معركة إدارية جوبهت بمساندة رسمية لرجل الأعمال الذي استعمل كل الحيل للانقضاض على الرمال و لولا إصرار المجتمع المدني في منزل جميل على إفشال عملية فساد تتم في أوج تجنيد الشرفاء و الأحرار لمقاومة هذه الآفة المدمّرة للوطن لتمت وسط مؤامرة قوى الشر. و المريب حقا أن الإعلام في بنزرت يروي مخالفات و حوادث عادية مثل المشعوذ الذي يتحايل على النساء و العثور على كمية من الحلويات غير صالحة للاستهلاك الآدمي و الذبح خارج المسلخ البلدي … و تغض الطرف عن قضية فساد خطيرة تهمّ غابة الرمال إلا في مقال عام عن التجاوزات في ولاية بنزرت و كلمة عابرة عن السطو على أملاك الدولة … و يظهر أن الإعلام في بنزرت يخضع لرقابة غير معلن عنها … و لو أن للرقابة عدّة أوجه و أساليب في تجاهل المواضيع الحساسة و التي تثير موجة من الشبهات و تحجل أصابع الاتهام ترتفع موجهة نحو جهات معينة ذات صلة بشبهة الفساد.
