هل فكّرت أيّتها الزوجة لماذا اختارك زوجك و ترك كلّ النساء... اختارك لتكوني زوجة له و لم يرض عنك بديلة من بين هذا الكمّ الهائل من بنات حوّاء.. اختارك لتكوني شريكة حياته، أنيسة وحدته، رفيقة لدربه.. أكيد أنّك تملكين سرًّا خطيرا من الأسرار التي جعلته يطلب دخول حصنك ليأمن عداوة الشيطان.. أو لا شكّ أنّه يحبّك كثيرًا.. و لم لا ؟!! ربّما بالاقتران بك عزم على الاستجابة لنداء الرسول صلى الله عليه و سلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج ".. أو ربّما أراد أن يقرن بينك و بين تقوى الله تبارك و تعالى، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ".. أتدري ما التقوى !!؟ التقوى أن تعمل بأمرٍ من الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله.. و أن تترك معصية الله على نورٍ من الله تخشى عقاب الله.. سأل رجل أبا هريرة رضي الله عنه: ما التقوى يا أبا هريرة ؟ قال أبو هريرة: هل مشيت على أرضٍ بها شوك ؟ قال: بلى. قال: ماذا صنعت ؟ قال الرجل: كلّما رأيت الشوكة اتّقيتها.. قال أبو هريرة: ذاك هو التقوى.. يقول الشّاعر: خلّي الذنوب كبيرها و صغيرها فذاك التقى و اصنع كماشٍ فوق أرض الشّوك يحذر ما يرى لا تحقرنّ صغيرة إنّ الجبال من الحصى تقوى الله.. بها سعادة الدّنيا و الآخرة.. و أنت أيّتها الزوجة بك سعادة الدنيا و الآخرة.. و لم لا ؟!! فبصلاحك تنصلح الدّنيا.. دنيا الزّوج، و الأبناء، و المحيطين بك.. و بإيمانك تنتفي المعاناة، و تحرق الصعاب.. و بحنانك تكونين عونا لزوجك على دينه فيفوز بدنياه.. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه الله على شطر دينه، فليتّق الله في الشطر الباقي ".. إن نظر إليها سرته، و إن أقسم عليها أبرته، و إن غاب عنها نصحته في نفسها و ماله.. لم يعد لنا مزيد و غدا هناك جديد