منذ ما يقارب أربعة أشهر عرفت بلادنا وتحديدا منطقة الشمال الغربي عديد الصعوبات نتيجة تهاطل الثلوج والأمطار وما خلفته ... من فيضانات وصعوبات كشفت كل النواقص التي بذل العهد البائد الجهد في إخفائها على مستوى نقائص البنية التحتية والوضعية المتردية للسدود والأودية لإضافة إلى نسبة الفقر الكبيرة... حول تأثير هذه الكوارث الطبيعية على التنمية في هذه الجهة والاحتياط لها مستقبلا انتظم لقاء في المدرسة الوطنية للإدارة بإشراف السيد كمال العيادي رئيس مركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي والسيد الهادي اللواتي مهندس ورئيس مكتب الدراسات بوزارة الفلاحة وجملة من الخبراء والمهندسين وممثلي الجمعيات. لقاء استعرض موضوع مخلفات الكوارث الطبيعية خاصة على مستوى البنية التحتية في الشمال الغربي التي دمرت أو تكاد إضافة إلى جملة انعكاساتها على السنوات القادمة وتحدث السيد كمال العيادي حول ما خلفته هذه الكوارث من دمار في الوقت الذي بدأت الجهة تأخذ مكانة في منظومة التنمية وفي الوقت الذي بدأ التفكير جديا في الأخذ بيد هذه المنطقة طريقة الإدارة خطوة نحو المستقبل طرح السيد كمال العيادي عديد المحاور أهمها الوقوف على الآليات المتوفرة في شمال الغربي ومن ثم إيجاد السبل في إدارة الأزمات والاستخلاص العبر مع ضرورة تقديم فكرة واضحة على البنية التحتية وتوفير كل مسلمات الحياة الكريمة.هذا وأشار إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مشيرا إلى أن المركز كان حاضرا بقوة اقتراحات وتقديم الحلول ولتوجيه اهتمام السلط والتأثير على مجرى الأحداث. وتحدث عن دورة تدريبية للجمعيات والتي ستلتئم في نهاية الشهر الجاري وذلك للإحاطة بتحركات المجتمع المدني وإيجاد سبل جديدة للتعاون والتفكير الاستراتيجي والإستشرافي للتنمية. وعن حالة السدود قال أنها ذات منفعة ومصلحة وطنية لكنها أصبحت مصدر قلق بالإضافة إلى الأودية التي تفرز طاقة تصريف للمياه تعادل 1500 م3 في الدقيقة وبقدر ما بذلته الدولة من جهد في الاستثمار بقدر ما وجدنا بنية تحتية فقيرة وهشة برغم من أن هذه المنطقة تحتوي على ما يقارب 70% من منسوب المياه للبلاد لذلك وجب إيجاد حلول جدرية في هذه المناطق. دراسة تونسية يابانية للحماية من الكوارث للخروج من دوامة الفيضانات المتكررة ولتجاوز الحلول الظرفية التي لا تلبي حاجيات المنطقة ولأن رب ضارة قد تكون نافعة فإن الكوارث التي عرفتها بلادنا مثلت نقطة البداية في سلم الاصلاحات وصولا إلى معالجة النواقص انطلاقا من البنية التحتية إلى التنمية الشاملة قامت تونس بالتعاون مع اليابان بدراسة لوضعية السدود والأودية لإيجاد الحلول الجذرية لهذه المسألة وتحدث السيد الهادي اللواتي مهندس رئيس مكتب الدراسات لوزارة الفلاحة ليؤكد أننا لا نستطيع اليوم الحديث عن حماية مطلقة ولكن نسعى لتحسين الوضعية مضيفا أن الحلول تحتاج إلى الوقت والدعم المادي وان مثل هذه الكوارث لا نستطيع تحميل مسؤولياتها لأشخاص وتضمنت الدراسة الحلول الممكنة التي تتمثل في إعادة تهيئة السدود وكيفية التصرف فيما هو موجود فحسب السيد اللواتي لا نستطيع إعادة البنية التحتية إعادة شاملة و هذه الدراسة قدمت حلولا على مدى العشرين سنة القادمة وتتمثل في تقوية السدود وطاقة استعابها وتطوير الطرق المعتمدة في تصريف المياه في الأودية . كما أشار نفس المصدر إلى ضرورة وعي المواطن وقيام البلديات بدورها حتى لا تصبح الأودية كما هو الحال مصبا للفضلات. 700مليون دينار لإعادة التهيئة . أكد السيد اللواتي أن كلفة الدراسة التي وقع الانتهاء من إعدادها مؤخرا ستبلغ حوالي 700 مليون دينار وقد جمعت هذه الدراسة خبرات تونسية ويابانية وهي جاهزة للتنفيذ وحول التمويل أشار نفس المصدر أنه سيكون يابانيا وفي تصريح خاص للخبير اشار إلى وجود نوايا قطرية في المساهمة في تكلفة انجاز هذا المشروع وعن الانطلاق في الأشغال قال أنها ستنطلق حالما تتوفر الاعتمادات مشيرا إلى أن بناء سد يتطلب بين 5 و7 سنوات و ان التهيئة لا يمكن أن تكون لأكثر من 20 سنة وفق الإمكانيات المتاحة هذا وأشار أن الطاقم الياباني اشترط شراكة بين خبرات البلدين وضرورة تشريك المجتمع المدني وإيجاد الحلول للبناءات المحاذية للأودية. مؤاخذات بعد أن استمعنا مضمون الدراسة كان للحضور أراء وتحفظات مختلفة حيث اقترح السيد محمد البرقاوي اختصاصي في علوم تقنيات المياه وجود مرصد لواد مجردة يقام على عين المكان لتجميع البيانات لتكون على ذمة الخبراء التقنيين ورغم ان جميع الحضور نوه بأهمية هذه الدراسة غير انهم أكدوا على ضرورة الخروج من قوالب المكاتب الجاهزة إلى تشريك المجتمع المدني ميدانيا في حين اتهم البعض الآخر السلطات بمواصلة تهميش الجهة وضرورة إعادة توزيع التنمية على نفس القدر من المساواة . وفاء قرامي