تونس (وات) - دعا السيد كمال العيادي مدير مركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي الحكومة لاحداث لجنة وطنية مستقلة تتكون من خبراء وفنيين لتشخيص الوضع الرهان بهذه المنطقة بعد الاضرار الحاصلة بها بسبب موجة البرد وتساقط الثلوج وتحديد المسؤوليات ووضع خطة عمل مستقبلية لتفادى ما حصل من اخلالات. وبين خلال ورشة عمل ضمت خبراء ومختصين عقدت صباح السبت بالعاصمة ان الحاجة أصبحت ملحة اليوم بعد التقصير المسجل على مستوى التوقي والتدخل الميداني للنجدة والانقاذ لتوخي منهج تقييم علمي وموضوعي عن طريق لجنة مستقلة مختصة تضع حلولا على المديين القريب والمتوسط. واوضح انه بهدف تفادى حصول اضرار في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة يجب استشراف حلول مستعجلة للمخاطر المتوقع حدوثها في الايام القليلة القادمة بعد ذوبان الثلوج وامكانية حصول انهيارات أرضية نظرا لنوعية التربة الكلسية وارتفاع منسوب المياه بعديد السدود بالمنطقة. واستغرب عدم وجود هندسة مختصة في ادارة الكوارث ومجابهتها داعيا الى ايجاد وسائل عصرية على غرار منظومة انذار مبكر للتوقي من الازمات قبل حدوثها وحسن ادارتها وتركيز اليات ومعدات دائمة وخاصة بازالة الثلوج تبعا لخصوصيات المنطقة الطبيعية ودراسة امكانية احداث هيكل جهوي للتوقي من الكوارث في هذه المناطق وادارة التدخلات. من جهته قدم السيد جمال بوراوي كاهية مدير بالمعهد الوطني للرصد الجوي بسطة عن حالة الطقس والتقلبات الجوية التي شهدتها بلادنا خلال الفترة الماضية والتي تسببت في تقلص درجات الحرارة ونزول كميات كبيرة من الثلوج على هذه المناطق مشيرا الى ان هذه الوضعية كانت متوقعة نتيجة تسربات هوائية باردة قادمة من سيبيريا وشملت بلادنا طوال الفترة الماضية والتي ستعاود المرور بالمنطقة انطلاقا من هذه الليلة وحتى يوم الثلاثاء القادم. من جهته وصف حسين الدلاعي مدير عام ديوان تنمية الشمال الغربي الوضع ببعض مدن المنطقة بالكارثة الطبيعية الحقيقية مرجعا اسبابهاالى التغيرات المناخية العالمية من جهة والى عوامل اخرى مساندة كهشاشة التربة وشدة الانحدار وتقلص الغطاء النباتي وغياب الصيانة للمنشآت ونوعية الاشغال على مستوى البنية التحتية اضافة الى النقص المسجل على مستوى نوعية التجهيزات الاساسية وغياب التنسيق بين المتدخلين من جهة اخرى. وتعرض الى انعكاسات هذه الكارثة الطبيعية على الانسان حيث باتت هذه المناطق مهددة بالتصحر البشري لصعوبة العيش والهجرة المتصاعدة وعلى الحيوان حيث بات المخزون الحيواني مهدد بالموت جراء هذه الاوضاع المناخية وعدم توفر مراعي وماوي امنة له الى جانب انعكاساتها على المحيط وخاصة الاضرار الحاصلة على مستوى البنية التحتية والانزلاقات الارضية نتيجة هشاشة التربة. واكد على اهمية التفكير في بدائل على غرار احداث فضاءات متعددة الوظائف واقرار مشروع تنمية وتصرف في الموارد الغابية بالمنطقة وتشجيع الانسان على الاقامة باعتباره عنصرا من عناصر التوازن البيئي. وكان المركز قد نبه خلال الايام الماضية من حصول كارثة طبيعية وذلك على اثر موجة البرد التي اجتاحت مدن الشمال الغربي جراء تواصل تهاطل الثلوج بكميات كبيرة وقرر امام الظروف الصعبة التي تمر بها هذه المنطقة احداث خلية لمتابعة الاوضاع والتنسيق مع السلط المعنية وفعاليات المجتمع المدني للانخراط في هذه المبادرة الهادفة الى مد يد المساعدة لاهالي المناطق المتضررة من اجل تخفيف معاناتهم عبر تقديم التبرعات والمساعدات بمختلف انواعها لفائدة متساكني هذه المناطق.