نظمت أمس وزارة التربية بالاشتراك مع مؤسسة "السنبلة الذهبية" ندوة صحفية بالمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية ب 9 افريل ذلك بحضور السيدة الفة ملولي مديرة التسويق بالمؤسسة... والسيد حسن عنابي كاتب الدولة لدى وزير التربية والسيد محمد طن مدير التجهيز بالوزارة. تم في هذه الندوة القاء الضوء على تفاصيل بادرة "أعطيني كاري" المتمثلة في اقتناء حافلات لفائدة الوزارة توضع على ذمة عدد من التلاميذ من المناطق الريفية لتأمين تنقلهم من وإلىمدارسهم وتجنيبهم مخاطر الطريق والتقلبات المناخية. فماهي الاهداف المروجوة من بادرة "أعطيني كاري"؟وماهي النتائج التي اسفرت عنها؟ أهداف البادرة إثر تدخلها في الندوة عددت السيدة "ألفة الملولي" الاهداف المرجوة من القيام ببادرة "أعطيني كاري" حيث قالت إن بلادنا تمر بحالة استثنائية فرأينا أن من واجبنا القيام بحركة غايتها مساعدة البلاد وفكرنا في وزارة حساسة وهي وزارة التربية حتى تعود هذه البادرة بالمنفعة على الاطفال الصغار القاطنين بالمناطق النائية. كذلك قالت إن الهدف من هذه البادرة هو تشجيع عديد الشركات على القيام بمثلها أو بأحسن منها لخدمة البلاد وتحسيس جميع المواطنين بمعاناة هؤلاء الاطفال وذلك عبر الومضات الاشهارية. تواصلت الحملة الاشهارية على امتداد شهر رمضان وكان لصور الاطفال بالمناطق المنكوبة عميق الاثر في قلوب التونسيين الذين اقبلوا على شراء منتوج "السنبلة الذهبية" حتى أن الكثيرين من ذوي القلوب الرحيمة وجدوا في اقتناء "المقرونة" شيئا لا يفي بالغرض فاقترحوا وضع صناديق في نقاط البيع حتى يستطيعون المساهمة بمبالغ مالية تعود بالنفع على الاطفال. نتائج بادرة "اعطيني كاري" اغلبية التونسيين تأثروا بالومضان الاشهارية في اطار برنامج اعطيني كاري هذه الومضات التي ركزت على الاطفال الصغار المتعرضين للمخاطر في الطرق المؤدية لمدارسهم حيث يقطع الاطفال أكثر من عشرة كليمترات للوصول إلى مقعد الدرس سالكين رغم صفرهم طرقات محفوفة بالصعوبات والمخاطر الشيء الذي حز في نفوس التونسيين وأحسوا بمعاناة هذه البراعم الصغيرة واقبلوا على شراء منتوج السنبلة الذهبية وخصصت المؤسسة جزءا من اعتماداتها لفائدة هذا البرنامج لتتحصل على مبلغ قيمته 472 ألف دينار تم بواسطته اقتناء أربع حافلات من الحجم الصّغير,يقدر ثمن الواحد ب 118 الف دينار سيتم توزيعها على اربع ولايات وقع اختيارها من طرف وزارة التربية وهي ولايات سليانة وجندوبة والقصرين وسيدي بوزيد كما سينتفع بهذه الحافلات خمسمائة تلميذ وتلميذة من المناطق النائبة من هذه الولايات تم تحديدها أو اختيارها من طرف الولاة. ومن اهم نتائج بادرة "أعطيني كاري" حسب قول كاتب الدولة لدى وزير التربية دفع العديد من المؤسسات للقيام بمثل هذه البادرة وإعانة المحتاجين خاصة الأطفال للتغلب على مصاعب الحياة كما أنه على إثر حركة "أعطيني كاري" ثم توفير أربعة مواطن شغل وذلك بانتداب أربعة سواق للحافلات من طرف وزارة التربية. لكن لقائل أن يقول هل أن هذا المبلغ المتحصل عليه هو المبلغ الحقيقي؟ كذلك لماذا اعتمدت شركة السنبلة الذهبية على محاسبين من المؤسسة ذاتها للقيام بالحسابات ولم تعتمد على محاسبين من المجتمع المدني لنضفي نوعا الشفافية على هذا العمل؟ هل كانت الأهداف المرجوة من هذه الحملة هي التي قامت بتعدادها السيدة ألفة الملولي؟ رغم أننا طرحنا هذه التساؤلات في الندوة إلا أن الإجابة لم تكن مقنعة لذلك سنترقب الايام القادمة علها تكشف لنا حقيقة هذه الحملة كما كشفت لنا في الثورة عديد المبادرات المماثلة. كوثر عريوة