إن الملاحظ للقائمة الإسمية لمختلف الفائزين عن حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في مختلف الدوائر الوطنية والأجنبية يلاحظ ويتأكد من وجود مبدإ التناصف إلى حدّ كبير في صفوف الفائزين ... حيث سجل حضور العنصر النسائي في القائمات الفائزة بنسبة عالية جدّا في مختلف الدوائر الانتخابية وهو ما يؤكد حرص المرأة التونسية على المحافظة على تواجدها الاجتماعي والسياسي حتى في إطار الأنظمة الدينية . مبدأ المناصفة كان رهانا من بين رهانات المرحلة الانتقالية والمسار الديمقراطي وها هو اليوم يتحقق مع فوز حركة النهضة وتحقيقها مبدأ المناصفة دون تهميش وتقزيم دور المرأة في المجتمع التونسي الاسلامي . احترام المرأة وتشريكها في الحياة السياسية هو تكريس وتطبيق لنصوص الشريعة الاسلامية التي وضعت المرأة في مراتب عليا دون المساس بمكانة الرجل . في اعتراف حركة النهضة بأهمية وجود المرأة في الحياة السياسية بنفس حجم الرجل دليل واضح على إيمان هذه الحركة بفاعلية المرأة وحتمية تشريكها في النهوض بالبلاد والرقي بها نحو مراتب الديمقراطية . وإخراج الشعب التونسي من العلاقات العدائية بين الرجل والمرأة ومحاولة كلا الطرفين تحدّي الأخر بأسلوب عدائي كرسته الأنظمة الديكتاتورية السابقة وبالتالي يمكن اعتبار أن تحقيق مبدإ المناصفة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي هو مراجعة أولية للعلاقات الاجتماعية وإصلاح جذري لنوعية العلاقة بين المرأة والرجل . إيمان الدجبي