التحاق الأحزاب الصغيرة بالنهضة وأخرى بالتكتل والمؤتمر لتسبح كلها في فلك محدد لها... الانتخابات الهامة والأولى والتاريخية التي أنجبتها ثورة الكرامة والحرية والتحدي والديمقراطية للمجلس التأسيسي والتي قدمت فيها ارقام محددة وكشفت فيها النتائج المتحصل عليها من طرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي نجحت كأحسن ما يكون وعملت بطريقة علمية وشفافة أبهرت العالم وفتحت باب تصدير هذه التجربة لأشقائنا في ليبيا وقد تجعل من السيد كمال الجندوبي بطلا سياسيا من نوع خاص...وهذا شرف آخر لتونس التي أصبحت لها تقاليد في تنظيم المناسبات الانتخابية بعد نجاحها في كل المحافل الدولية والمناسبات الكبرى التي تقام ببلادنا بشهادة حتى الدول العظمى وأكبر زعماء العالم. ولعل الأمر الذي بدا لنا جديدا هو أن هذه الانتخابات التي أمنها ما لا يقل عن 22 ألف عسكري و20 الف رجل أمن من ابناء تونس الشرفاء البررة افرزت انضماما أو بالأحرى تجاوبا أو التحاق أحزاب الوسط وغيرها من التي تسبح في فلك حزب حركة النهضة مثلا أو حزب التكتل لتزيد الأحزاب البارزة والكبرى التي تعتمد قاعدة شعبية كبرى وهامة لدخول غمار مواعيد انتخابية واستحقاقات كبرى سيقول الشعب كلمته فيها بكل فخر واعتزاز وهكذا يتضح لنا أنّ الخارطة السياسية في بلادنا على مستوى الأحزاب سوف يعاد خلط أوراقها وقد تتأثر مستقبلا عديد الأحزاب التي تصنف بالكبرى وقد تسبب أفول أحزاب صغيرة تحاول أن تتجمع لتجد مكانا لها في بلد اختار شعبه الديمقراطية كممارسة شعبية مباشرة وشفافة قل ما نجدها حتى لدى الدول العظمى التي تتبجّح بممارستها العمل السياسي بأساليب عصرية وديمقراطية مستمدة من تجارب سابقة وتقاليد عريقة قد تبقى اليوم عرضة للمراجعة وإعادة ترتيب طرق عملها حقيقية نفتخر عندما نقول أن بلادنا تخطت مرحلة الامتحان الانتخابي الجديد بنجاح وما علينا جميعا إلا ان نحافظ على هذه المكاسب ونوفر المناخ الطيب لتبقى بلادنا مستقرة ومصانة ومحترمة بين الدول وندخل الاستحقاقات القادمة والمواعيد الكبرى بروح جديدة وثقة في النفس. مرشد السماوي