في هذه المرحلة المهمة التي تمر بها البلاد لابد من الحديث عن التنمية كهدف و مطمح اساسي قامت... من اجله الثورة لكن هل تعني التنمية تقديم المساعدات و الاعانات للمحتاجين و المحرومين داخل الجهات؟ بالطبع لا هذا ما اكده مواطنو الجهات حين رفضوا الاعانات التي اتت بها القوافل التضامنية منادين بتنمية حقيقية تمكنهم من النهوض و التقدم. لكن السؤال المطروح هو هل تستطيع تلك الفئات المحتاجة الى حلول استعجالية الانتظار الى حين بعث استثمارات كبرى تقلل من نسبة البطالة اوالى حين استكمال الاصلاحات الاجتماعية و الاقتصادية علها تشملهم. في هذا الاطار بالذات نفتح نافذة حول القروض الصغرى و مدى فاعليتها في تحقيق حلول استعجالية ؟ ان القروض الصغرى تسمح بولوج القطاع المالي الرسمي و هي كافية لتاسيس مشروع يدر دخلا محترما و كافيا لتسديد قيمة الدين دون اثقال كاهل المقترض كما انها تلعب دورا هاما في الحرب ضد مظاهر الفقر العديدة فالدخل الناتج عن القرض يساعد على التوسعة في النشاط كما انه يعمل على تحسين نمط الحياة و بذلك يكون للقروض الصغرى دور اجتماعي و اقتصادي لا يمكن التغاضي عنه هذا ما اتفقت عليه جل منظمات تمويل القروض الصغرى كما كان الاتفاق حول سهولة الاجرءات و قصر مدة دراسة الملف حيث لا تتجاوز في مجملها الخمسة عشر يوما فضلا عن كونها تساعد في التثقيف المالي و الاحاطة و التكوين و المساعدة على تسويق منتوجاتهم. لئن اتفقت مؤسسات تمويل القروض الصغرى حول هذه المبادئ من بساطة في الاجراءات و سرعة في الدراسة و مساعدة في التسويق فقد تراوحت آراء المقترضين بين مؤيد و رافض و مضطر حيث تقول الانسة ثريا الكريشي وهي صاحبة ورشة خياطة ان القروض الصغرى المسندة هي فعلا سهلة الاجراءات فهم ليسوا بالمتشددين من حيث الوثائق التي تثبت ممارسة النشاط و حتى زمن دراسة الملف فهو قياسي لكن المبلغ المسند ضعيفاجدا و فائضه مرتفع جدا حتى انهم وعدونا بالتخفيض منه لكننا لم نلمس ذلك. ليضيف السيد عبد الفتاح حمدي و هو تاجر فيقول ان بعد الثورة وقع التشدد اكثر في الاجراءات و خاصة على مستوى الضامن الذي يجب ان يكون موظفا تابعا لوزارة معينة دون وزارة اخرى. اما السيدة فاطمة المرزوقي وهي صاحبة محل فانها تقول ان مؤسسات تمويل القروض الصغرى استغلت احتياجنا لتفرض علينا فائضا كبيرا مقلقا و اجراءات معقدة لذلك فانا ارفض التعامل معهم.
و اخيرا يستدرك السيد الهادي بن حسين صاحب مقهى القول ليقر بان مؤسسات تمويل القروض الصغرى المتواجدة بجهته هي صاحبة فضل عليه و على جل اهالي المنطقة و لا احد ينكر ذلك باعتبارها ساهمت في التشجيع على الانتصاب للحساب الخاص و دعمت الدور الاقتصادي للمراة لكن عيبها الوحيد هو ارتفاع فائضها. لا احد يستطيع ان يشكك في دور مؤسسات تمويل القروض الصغرى في مجال التنمية الموجهة للفئات المحتاجة لحلول استعجالية كما لا احد ينكر جملة النقائص التي تشوب هذا القطاع و التي لا بد من تداركها حتى يصبح اكثر نجاعة.