منذ سنوات والوزراء وأصحاب المؤسسات الوطنية يذكرون الشعب من حين الى اخر ان صندوق التعويض يتحمل مصاريف باهضة وميزانيته... دائما في ارتفاع لما يتحمل من دعم لبعض المواد الضرورية..... ومع الأسف نسي هؤلاء ان بعضهم يتصرف في عدة سيارات على ملك الدولة لهم ولأفراد عائلاتهم مع ما يلزمها من وقود ومن تنظيف و عناية... في حين يدعم صندوق التعويض العجين والزيت "الشعبي" والسكر والحليب السائل (اي غير المركز) اي المواد الضرورية للغاية للحياة بينما بقية المواد الأخرى مثل الخضر والغلال واللحوم تخضع للعرض والطلب ولنجاح المواسم... ولا أدري اي كان هل يستفيد من هذا التخفيض المواطن العادي ام هذا مباح للفنادق وللمطاعم ولمعامل الحلويات لان المراقبة اشك فيها اذا كانت على وزن مراقبة الفضاءات التجارية الكبرى.... ومهما كان فان الشعب الكريم يتحمل الفاتورة بينما هناك وفي وضح النهار من يثرى على حسابه! وكان احد المعارف حدثني منذ سنوات اثر زيارته للسودان ان هذا البلد الذي لا يمكن ان نضعه في قائمة البلدان فاحشة الثراء يدعم عدة مواد ضرورية ومعها الدواء الذي يعتبر من اهم المواد الضرورية لصحة الإنسان .... والصحة هي اهم دعامة للبشر ذلك ان الإنسان العليل لا يمكنه ان يقدم عملا مقبولا والدواء من الضروريات الأولى في حياة البشر ومع الأسف ان الدواء في بلادي تجارة مربحة... قد تشتري اي دواء في الصباح والمساء تجد سعره تطوّر بل المصيبة تختفي بعض الأدوية من الصيدليات بحجة عدم التصريح بجلبها وتلقى التبعية في جل الأحيان على البنك المركزي (ومثل هذا الملف ضخم جدا) لان العملة الصعبة متوفرة لجلب السيارات واللاعبين! والكل يشتكي من المنظومة الصحية التي هي في حاجة الى إصلاح جذري ووزارة الصحة ومعها وزارة الشؤون الاجتماعية تتحملان تفشي أمراض السكري وزيادة أمراض ضغط الدم لما يقاسيه المواطن في المستشفيات ومع –الكنام- فهناك استخفاف بالمرضى يزيد من المعاناة لان الشعور بالقهر يزيد من توتر الأعصاب ولا يمكن معالجة ملفات المرض بعقلية الموظف المتشبث بالروتين الإداري الرجعي. وعلى وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية مراجعة ملف منظومة الصحة من الأساس بما فيها المستشفيات والمصحات التجارية وما يسمى" بالكنام" الى جانب محاولة الاهتمام بأسعار الدواء الذي لا يمكن ان نتهم المواطن بالنهم وبالمبالغة في استهلاكه والدواء ليس من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها مع الأسف. محمد الكامل