آلام الظهر... الرقبة والعمود الفقري مرض مواكب للعصر مثلما يقول عنه الأطباء من ذوي الاختصاص ومواكب للمهن التي تتطلب جلوسا غير صحي لفترات طويلة... ولعصر السرعة وقيادة السيارة وقلة ممارسة رياضة السير على الأقدام. مرض ترتفع يوميا نبرة المصابين به ويحتاج الى أكثر من علاج أغلبه تجهيزات مريحة للجلوس والتنقل والنوم، لكن أغلبها لا تعترف بها «الكنام» أو منظومات الصندوق الوطني للتأمين على المرض بأنواعها الثلاث كما أنه مرض غير مدرج في قائمة الأمراض المزمنة. لماذا؟ وما الحل للتخلص من الآلام في عصر هو عصر للسرعة؟ الام أسفل الظهر مختلفة بحسب حالة كل مريض كما أكدها الدكتور «لبيب» المختص، وهي التي تنجم عن الوضعيات السيئة للجلوس بطريقة غير صحيحة أو الاجتهاد المفرط أو رفع الأشياء بطريقة غير صحيحة أو السمنة المفرطة التي توثر سلبا على العمود الفقري هذا دون اعتبار الحوادث الشغلية أو حوادث المرور التي قد تسبب اصابات في العمود. أعراضه أعراض مرض الظهر هي الآلام المفرطة التي قد ترافقها أحاسيس بالخدر أو الوخز ينتج عنها آلام بالرأس والمفاصل والرجلين فيصبح المرء عاجزا عن الجلوس كما الوقوف. علاجه عديدة هي الحلول العلمية التي تتطلب بعد الفحص الدقيق من الطبيب المختص والتصوير بالأشعة عند اللزوم الى تناول مسكنات ومضادات للالتهاب وقد يحتاج آخرون حسب الحالة الى حصص تدليك وتمارين وعلاج فيزيائي. وهناك فترات للراحة عند انزياح المرض (بفقرات الظهر)... والتخفيض من الوزن حتى لا يتضرر العمود الفقري. وأهم تجهيزات العلاج هي النوم على مخدة طبية مريحة تجعل النائم في وضع مستقيم أثناء النوم فلا يتضرر عموده الفقري كذلك الأمر للحشية التي يجب ان تكون صحية وقد تمتد لزوميات التجهيزات المخصصة للتخلص من أمراض الظهر الى الكرسي الطبي والذي يجب ان يكون مريحا بطريقة يكون فيها الظهر عند الجلوس اليه مستقيما. لكن كل هذه التجهيزات التي يمكن لميسور الحال توفيرها... ماذا يفعل معدوم الحال؟ ولماذا لا تعترف بها الكنام ضمن منضومتها باعتباره مرضا حقيقيا؟. مرض غير معترف به انه مرض غير معترف به رغم خطورته أغلب ما احتجت اليه اقتنيته من مالي الخاص فقط جزء من الدواء استرجعته من «الكنام» التي لم تعتبره مرضا مزمنا لتجعله خارج اطار المعلوم الجملي للاسترجاع سنويا» هكذا تحدثت السيدة هاجر بوجبل موظفة في عقدها الخامس اذ نقول: «بسبب عملي الاداري بالبنك فإني أجلس لساعات طويلة الى الكرسي مما زاد في وزني وأضر بعمودي الفقري وتطلب الأمر فحص طبيب وصور أشعة ودواء وحصص تدليك وأجبرني الطبيب على لبس (حاملة رقبة) وأخرى لشدّ الظهر هذا دون اعتبار المخدة الصحية لكن الكنام لم تعترف في منظومتها إلا باسترجاع جزء من ثمن الدواء وجزء من ثمن (حامية الرقبة) فقط لا غير وهو أمر غير معقول بالمرة. العلاج باهظ حالة السيدة هاجر كحال الكثير من المصابين بآلام الظهر فالمشكل ليس في الداء بل في العلاج الذي يتطلب مالا وتوفير تجهيزات قد يراها البعض أنها رفاهية لكنها أساسا هي ضحية. فحامية الرقبة يتراوح سعرها بين 35 دينارا و45 دينارا في حين يصل سعر حزام الظهر الى حدود 150 دينارا ويتكلف سعر المخدّة الصحية الى 65 دينارا في حين أن سعر الحشية الصحية قد يتجاوز 450 دينارا وهناك حشايا أخرى في حدود 200 دينارا وهي التي تتكون أساسا من الهواء ماذا يقول الكنام ولماذا هي ليست مدرجة. غير مدرج للاستفسار عن طرق التكفل بالعلاج والاسترجاع للمصاريف حول آلام الظهر تحدث ل«الشروق» أحد الأطباء المختصين بالصندوق الوطني للتأمين على المرض ليقول: «آلام الظهر والرقبة والأمراض التابعة لهما هي أمراض العصر فعلا وفي تزايد مستمر ومسترسل بسبب قيادة السيارة وغياب للسير على الأقدام والعمل الاداري المرهق والجلوس الى الكرسي لساعات طويلة وفي جلسة غير صحية. كل هاته العوامل ساهمت فعلا في تردي الحالة الصحية للمواطن فتراه متألما بسبب عموده الفقري وهناك آلام تستوجب العلاج وفعلا إن التغطية الاجتماعية لا تغطي التكلفة الحقيقية للعلاج. فهناك وضعيات مختلفة بعضهم يحتاج مثلا إلى «مخدّة صحية» وهي غير مدرجة في قائمة الحاجيات أو الآلات الطبية المعترف بها. أما بخصوص الحشايا الصحية فهي تمنح ضمن دراسة ملف طبي ولحالات خاصة وهي الحالات الحرجة جدا فقط لا غير. للأسف، فإن مرض آلام الظهر هو مرض أضحى شائعا جدا لكنه غير مدرج ضمن الأمراض المزمنة ليقع التكفل به خارج معلوم الاسترجاع السنوي، وأغلب حاجياته هي أدوات صحية قد تعتبر كماليات، لكن الكنام يوفر حسب الحالة حصصا كاملة للعلاج (التدليك والتمارين) في المصحات الخاصة والمستشفيات العمومية. كما يوفر استرجاع جزء من مبلغ الدواء و(حامية الرقبة) وربما يكمن الحلّ في اعادة تدارس هذا المرض لادراجه ضمن الأمراض المزمنة، التي تتطلب فعلا التكفل به كاملا. ذاك هو مرض آلام الظهر قد يصيب الفقير كما الغني، لكن الفرق فقط أن من يمتلك المال يشفى لأن العلاج أساسا يحتاج لتجهيزات صحية يصعب على الفقير توفيرها اعتبارا لكون المنظومة الوحيدة التي ينتمي إليها لا تعترف بهذا المرض كليّا.