تعيش تونس هذه الأيام على وقع أحداث أمنية متطورة ومتغيرة خاصة بعد أحداث جبل الشعانبي حيث تسارعت الأحداث وانتهت بدعوة أنصار التيار السلفي إلى تنظيم الملتقى السنوي لأنصار الشريعة بولاية القيروان. وزارة الداخلية قررت منع انعقاد هذا الملتقى وذلك لما يمثله من خرق للقوانين وتهديد للسلامة والنظام العام واعتبرت أن كل من يتعمد التطاول على الدولة وأجهزتها أو يسعى إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار أو يعمد إلى التحريض على العنف والكراهية سيتحمل مسؤوليته كاملة. كما أعلنت الوزارة في بلاغها أن محاولة الاعتداء على الأمنيين أو مقراتهم ستواجه بالشدة اللازمة وفي إطار القانون مطمئنة جميع المواطنين على أقصى جاهزية قواتها الأمنية بالتعاون مع الجيش، لحفظ سلامتهم وممتلكاتهم والتصدّي لكلّ مظاهر الفوضى وبث الفتنة في البلاد. وقال سيف الدين الرايس الناطق الرسمي لانصار الشريعة انهم لم يتقدموا بطلب ترخيص لوزارة الداخلية لإقامة الملتقى في ظل القانون بدعوى أن الترخيص لا يكون الا من الخالق. وبخصوص تركز الوحدات الأمنية فقد تم تركيز وحدات أمنية في مستوى مداخل مدينة القيروان وشرعت في تفتيش الحافلات والسيارات التي تقل أفرادا من أنصار الشريعة. وفي السياق نفسه علم المصدر ان ولاية صفاقس بدورها تشهد تعزيزات امنية كبرى حيث تم إتخاذ إجراءات أمنية مكثفة على مستوى الطريق الرابطة بين صفاقسوالقيروان وتركيز نقاط تفتيش مكثفة خاصة على مستوى طريق قرمدة حيث يتم تفتيش الأشخاص الملتحين بصفة آلية. اما في ولاية سوس فقد أوردت صفحة انصار الشريعة على الفايسبوك ان عددا من قوات الامن منعت أنصارها من العبور وقامت باغلاق جميع المنافذ المؤدية الى ولاية القيروان. كما قامت قوات الأمن الجمعة بالتمركز على مستوى محطة المنصف باي لسيارات الأجرة "لواج" وسط العاصمة وقامت بمنع المنتمين للتيار السلفي من الركوب على متن السيارات المتوجهة لولاية القيروان بنية المشاركة في الملتقى الثالث لأنصار الشريعة المبرمج إقامته بعد غد الأحد وفقا لما أكدته لنا مراسلتنا على عين المكان. وتبعا لتسارع الاحداث وتطورها حذرت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية رعاياها في تونس من خلال بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك من خطورة السفر إلى مدينة القيروان خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي 18 و19 ماي الحالي، محذرة إياهم من الملتقى الذي يعتزم أنصار تنظيم أنصار الشريعة تنظيمه يوم الأحد حيث نبهت إلى إمكانية حدوث مواجهات بين الأمن والسلفيين.
