أعلى نسب التسرّب في 3 ولايات.. صغار خارج المدرسة!    حضانة الأطفال في الخارج للآباء التونسيين: الحلول القانونية اللي لازم تعرفها    الطلاق إنشاء في تونس: شكون يخلص الغرامة وكيفاش؟    هام/ الشركة الجهوية للنقل بهذه الولاية تتسلم 05 حافلات نقل حضري جديدة..    وزير التشغيل يشدد على ضرورة تدقيق مضامين المصنف الوطني للمهن والكفاءات    سيدي بوزيد: الفرع الجهوي للمحامين يدعو إلى تلافي النقص في الإطار القضائي بالمحكمة الابتدائية    قداش يتباع كيلو الرمان في تونس ؟    داكار: تونس تدعو لتعبئة التمويلات لدعم مشاريع المياه والفلاحة في إفريقيا    عاجل/ وزارة الدفاع التركية تؤكد استعدادها للمساهمة في المهام الإنسانية وحماية "أسطول الصمود"..    شنوّا خطة ترامب اللي خلات العالم يحكي عليها؟    ياسين الغربي يحطّم الرقم القياسي العالمي ويهدي تونس ذهب عالمي جديد!    بطولة العالم لبارا العاب القوى - التونسي ياسين الغربي يتوج بذهبية سباق 400م على الكراسي (فئة تي 54)    شبيبة القيروان تنفصل عن المدرب غازي الغرايري    عاجل: أجهزة حديثة وكلاب مدرّبة لحجز ملايين الحبوب المخدرة في تونس!    ظهور خلايا رعدية وأمطار بهذه المناطق    انزلاق حافلة واصطدام بلواج: إصابة 16 عاملا بقفصة!    "الفرناني" في قبضة أمن الزهروني بعد ارتكابه أكثر من 100 جريمة استهدفت النساء والأطفال    دراسة طبية تعلنها : الفيتامين هذا ينقص من خطر الاصابة بسرطان الجلد    شرب الماء مش عادة صغيرة.. يحميك من التوتر والمشاكل الصحية..كيفاش؟    تعرفش 10''خرافات'' غذائية تسببت بالأمراض والسمنة في العالم؟    عراقجي من نيويورك: جئنا بمقترحات منصفة... لكن الغرب اختار التصعيد    تمهيداً لتصنيفهم في قائمة الإرهاب.. واشنطن تطلب خريطة أوروبية للإخوان    في نفس التوقيت (15:00): 3 مواجهات كبيرة في الرابطة الأولى.. شوف شكون ضد شكون    بعد فيضان النيل.. "نداء عاجل" من وزارة الري السودانية    عاجل/ خطة ترامب بشأن غزة: أول ردود أفعال ل8 دول عربية واسلامية..    4 و5 أكتوبر: الجمعية التونسية لطب العائلة تنظّم المؤتمر الطبي العائلي    وزير الفلاحة يدعو من داكار الى تعبئة التّمويلات لدعم مشاريع المياه والفلاحة في أفريقيا    سفارة الصين بتونس تؤكد أنها لا تتلقى رسوما مقابل الخدمات الاستشارية المتعلقة بالدراسة في بلادها    ردا على خطة ترامب.. حماس تؤكد تمسكها بالثوابت ورئيس بلدية خان يونس يقترح حلا عربيا عاجلا    الذهب يسجل أعلى مستوى على الإطلاق ويحرز أفضل أداء شهري في 14 عاما    "العميد شكري الجبري: إحباط تهريب 572 كلغ من الزطلة بميناء رادس عملية تاريخية تكشف يقظة الديوانة"    التجارة العالمية لا تزال صامدة أمام الاضطرابات الكبيرة هذا العام    اريانة.. تفكيك شبكة لترويج الكوكايين    الباحث في الجغرافيا الفيزيائية رياض بوعزيز...هذا ما يتهدّد قرقنة مناخيا    المربي حبيب الزاوي ..رجل تعليم شغوف بالثقافة وتنمية السياحة في منطقة بوهلال    صورة وذكرى : صورة عمرها 86 عاما من المدرسة القرآنية الأدبيّة بصفاقس    بين المخدرات والتوظيف الإيديولوجي وتفكيك الوعي: حتى لا يكون التلميذ في مهبّ الصراعات السياسية    ثلث الشباب التونسي خارج أطر العمل والدراسة (المعهد الوطني للإحصاء)    من توزيع المحروقات إلى الطاقة الشمسية: طوطال إنرجي توسّع مجالات تعاونها في تونس    أين وصلت أشغال مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة؟    تونس تحتضن الدورة الدولية لكرة الطاولة شبان من 8 الى 11 اكتوبر بمشاركة 145 لاعبا من 20 دولة    المسرح البلدي يستهل أنشطته يوم 8 أكتوبر بسهرة "دروب السلام" لأوركستر قرطاج السمفوني    ميناء رادس: احباط تهريب 572.5 كلغ من مخدر القنب الهندي    إستعدادا لتصفيات المونديال: الناخب الوطني سامي الطرابلسي يعقد ندوة صحفية    مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تفتتح الموسم الثقافي لمؤسّسة المسرح الوطني التونسي    ينتقل عبر الحيوانات: تسجيل أول حالة وفاة بهذا الفيروس في موريتانيا.. #خبر_عاجل    مفزع بالأرقام..ارتفاع معدّلات الطلاق في تونس..    بطولة العالم "نيودلهي": محمد نضال الخليفي في نهائي سباق 400 متر    الدورة العاشرة من    الرابطة الأولى: برنامج الدفعة الثالثة من مواجهات الجولة الثامنة ذهابا    عاجل/ رئيس الغُرفة الوطنيّة للقصّابين يحسمها ويكشف حقيقة التخفيض في سعر لحم العلوش الى 40 دينار..    طقس مغيم جزئيا بأغلب المناطق    فنان عربي مشهور ينجو من حادث سير... وهذا ما قاله..    النِّسرُ والحَيّةُ    سامي بن عامر يعرض 35 لوحة من أعماله الجديدة في قصر خير الدين    في تعاونهما الأول: درة زروق تشارك أحمد العوضي بدراما رمضان    انطلاق التسجيل في البرنامج العلمي للجمعية التونسية للعلوم الشرعية – فرع المرسى    قبل ما تبدا خدمتك.. هذا الدعاء يجيبلك التوفيق والرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التجارة العالمية لا تزال صامدة أمام الاضطرابات الكبيرة هذا العام
نشر في المصدر يوم 30 - 09 - 2025

في بداية العام الحالي، كان من المتوقع أن يتسارع نمو التجارة العالمية على خلفية التفاؤل الحذر واستقرار الاقتصاد العالمي. ولكن الأجواء المتفائلة بدأت تتحول فجأة مع شروع الإدارة الأميركية الجديدة في تنفيذ أجندة جريئة لتغيير السياسات، وما ترتب على ذلك من عواقب بعيدة المدى على بيئة الاقتصاد الكلي العالمي.
في الثاني من أبريل، وهو اليوم الذي أصبح يُعرف ب "يوم التحرير"، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعريفات جمركية شاملة، منها رسوم بحد أدنى 10% على جميع الواردات، وتعريفات بمعدلات أعلى على بلدان مختارة. ثم تدهورت توقعات التجارة بشكل حاد بسبب المخاوف من تداعيات الاضطرابات الكبيرة في سلاسل التوريد، وتزايد حالة عدم اليقين، واحتمال تصاعد الحروب التجارية. في ذلك الوقت، توقعت منظمة التجارة العالمية أن تتقلص التجارة في العام الحالي. وخلال السنوات الأربعين الماضية، لم يتم تسجيل انكماش في أحجام التجارة الحقيقية إلا في ظروف استثنائية، مثل تلك التي حدثت في عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وفي عام 2020 إثر الاضطرابات الكبيرة التي سببتها جائحة كوفيد.
نمو تجارة السلع العالمية
لكن التوقعات تغيرت منذ أبريل، وأثبت الاقتصاد العالمي مرة أخرى قدرته الكبيرة على الصمود. وفي رأينا، على الرغم من أن نمو التجارة العالمية في عام 2025 سيكون متواضعاً بالمعايير التاريخية، إلا أنه سيتجنب السيناريوهات الأكثر تشاؤماً بهامش كبير. وفي هذا المقال، نحلل ثلاثة عناصر رئيسية تدعم رؤيتنا الإيجابية للتجارة العالمية.
أولاً، تشير المؤشرات الرائدة الرئيسية إلى أداء قوي للتجارة العالمية. يوفر نشاط التصدير للاقتصادات الآسيوية شديدة التكامل، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان وتايلاند وفيتنام، إحصاءات مفيدة حول توقعات التجارة بصورة آنية. فبعد أن سجلت هذه المؤشرات متوسط معدلات نمو سنوي بلغ 6% بالقيمة الدولارية خلال عام 2024، بما يتوافق مع انتعاش التجارة العالمية في ذلك العام، بدأ هذا المقياس يتسارع، حيث تضاعف إلى متوسط 12% في الأشهر الأربعة الماضية، ولم يتأثر كثيراً بالتوترات التجارية حتى الآن. وبالمثل، ورغم القدر الكبير من عدم اليقين، فقد نمت الصادرات الصينية بمتوسط معدل سنوي قدره 6% في الأشهر الأخيرة.
المؤشرات الرائدة للتجارة العالمية
(نسبة النمو، على أساس سنوي)
المصادر: بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، هيفر، قسم الاقتصاد في QNB
كما توفر توقعات المستثمرين بشأن الأرباح المستقبلية للشركات في قطاع النقل إشارات عن آفاق التجارة العالمية. مؤشر داو جونز للنقل هو مؤشر أسهم في الولايات المتحدة يتألف من الشركات العاملة في مجال الطيران والنقل بالشاحنات والنقل البحري والسكك الحديدية وشركات التوصيل، التي يستشرف أداؤها التوقعات المرتبطة بديناميكيات الصادرات العالمية. بعد أن وصل هذا المؤشر إلى أدنى مستوياته في منتصف عام 2024 على أساس النمو السنوي، عاد إلى نطاق إيجابي يشير إلى توسع التجارة. وهذا يدل على تراجع حالة التشاؤم، حتى في خضم الصدمة التجارية الحادة. وبينما لا تزال هناك فجوة بين ارتفاع الصادرات الآسيوية والتوقعات المتواضعة للأرباح في مؤشر داو جونز للنقل، يمكن تفسير ذلك بالشحن الاستباقي للصادرات إلى الولايات المتحدة في ظل التهديدات المتكررة بزيادة الرسوم الجمركية. بمعنى آخر، رغم أن النمو القوي في الصادرات الآسيوية قد يكون مؤقتاً، إلا أن توقعات الأرباح لا تزال تشير إلى توسع معتدل، بدلاً من تراجع حاد في التجارة.
ثانياً، قد لا يؤدي تزايد السياسة الحمائية في الولايات المتحدة إلى اندلاع حروب تجارية عالمية واسعة النطاق كما كان يُخشى سابقاً. فقد أنهت الإدارة الأمريكية جولة أولى من المفاوضات، مما يعكس تحولها نحو نهج واقعي وعملي أكثر، وهو ما ساهم في تخفيف حالة عدم اليقين وتفادي السيناريوهات السلبية للغاية. واستفادت الصناعات الرئيسية من إعفاءات واسعة النطاق، حيث تم التوصل إلى اتفاقات مع المملكة المتحدة واليابان وإندونيسيا وفيتنام والفلبين والاتحاد الأوروبي وغيرها. وقد أدى ذلك إلى تقليص نطاق معدلات التعريفات الجمركية المحتملة لبقية العالم. علاوة على ذلك، وفي حين تتزايد السياسة الحمائية في الولايات المتحدة، تتجه بقية دول العالم تدريجياً في الاتجاه المعاكس. من الاتحاد الأوروبي إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، لا تزال معظم الاقتصادات الرئيسية تعتبر التجارة عنصراً أساسياً في نماذج نموها، وتسعى بنشاط إلى تعزيز التكامل من خلال إبرام اتفاقيات تجارية جديدة أو تعزيز أخرى قائمة. وفي ظل تكيف العالم مع ارتفاع السياسة الحمائية الأمريكية، فإن المبادرات الدولية التي تستثني الولايات المتحدة والتوجه نحو تجنب الحروب التجارية يخففان من التوقعات السلبية بشأن سياسات التجارة عبر العالم.
ثالثاً، ستوفر دورات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية دعماً إضافياً للتجارة الدولية. في الولايات المتحدة، مع تزايد تأثير مخاطر الاقتصاد الكلي على تباطؤ النمو الاقتصادي، من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 125 نقطة أساس خلال العام المقبل، ليصل إلى 3.25% بنهاية عام 2026، ما يخفض تكلفة الائتمان من نطاق التقييد إلى مستويات أكثر تيسيراً. وفي منطقة اليورو، تمت السيطرة على التضخم، وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 200 نقطة أساس منذ منتصف عام 2024 ليصل إلى 2%. ويؤثر مستوى أسعار الفائدة بشكل كبير على التجارة الدولية، نظراً لتأثيره على استثمارات الشركات وطلب الأسر على السلع، وهما عنصران رئيسيان في تدفقات التجارة. وبما أن الولايات المتحدة ومنطقة اليورو تمثلان حوالي 40% من حجم الاقتصاد العالمي، فإن دورة التيسير النقدي في الاقتصادات المتقدمة ستساهم في تعزيز نمو التجارة العالمية.
بشكل عام، على الرغم من التباطؤ الكبير المتوقع في نمو التجارة العالمية، إلا أن الآفاق لعام 2025 قد تحسنت مقارنة بأكثر السيناريوهات تشاؤماً عقب الإعلان عن رسوم "يوم التحرير". وتساهم المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، والسياسات النقدية الداعمة، والهدن التجارية في تقليص التأثيرات السلبية على بيئة التجارة.
*المؤلف المراسل
إخلاء مسؤولية: تم إعداد المعلومات الواردة في هذه المطبوعة ("المعلومات") من قبل بنك قطر الوطني (ش.م.ع.ق) ("QNB") ويشمل هذا المصطلح فروعه وشركاته التابعة. يُعتقد بأن هذه المعلومات قد تم الحصول عليها من مصادر موثوقة، ومع ذلك فإن QNB لا يقدم أي ضمان أو إقرار أو تعهد من أي نوع، سواءً كان صريحاً أو ضمنياً، فيما يتعلق بدقة المعلومات أو اكتمالها أو موثوقيتها كما لا يتحمل المسؤولية بأي شكل من الأشكال (بما في ذلك ما يتعلق بالتقصير) عن أي أخطاء أو نقصان في المعلومات. يُخلي QNB بشكل صريح مسؤوليته عن كافة الضمانات أو قابلية التسويق فيما يتعلق بالمعلومات أو ملاءمتها لغرض معين. يتم توفير بعض الروابط لمواقع إلكترونية خاصة بأطراف ثالثة فقط لراحة القارئ، ولا يؤيد QNB محتوى هذه المواقع، ولا يُعتبر مسؤولاً عنه، ولا يقدم للقارئ أي اعتماد فيما يتعلق بدقة هذه المواقع أو ضوابط الحماية الخاصة بها. ولا يتصرف QNB بصفته مستشاراً مالياً أو خبيراً استشارياً أو وكيلاً فيما يتعلق بالمعلومات ولا يقدم استشارات استثمارية أو قانونية أو ضريبية أو محاسبية. إن المعلومات المقدمة ذات طبيعة عامة، وهي لا تُعتبر نصيحةً أو عرضاً أو ترويجاً أو طلباً أو توصيةً فيما يتعلق بأي معلومات أو منتجات مقدمة في هذه المطبوعة. يتم تقديم هذه المطبوعة فقط على أساس أن المتلقي سيقوم بإجراء تقييم مستقل للمعلومات على مسؤوليته وحده. ولا يجوز الاعتماد عليها لاتخاذ أي قرار استثماري. يوصي QNB المتلقي بالحصول على استشارات استثمارية أو قانونية أو ضريبية أو محاسبية من مستشارين محترفين مستقلين قبل اتخاذ أي قرار استثماري. الآراء الواردة في هذه المطبوعة هي آراء المؤلف كما في تاريخ النشر. وهي لا تعكس بالضرورة آراء QNB الذي يحتفظ بحق تعديل أي معلومات في أي وقت ودون إشعار. لا يتحمل QNB أو مديروه أو موظفوه أو ممثلوه أو وكلائه أي مسؤولية عن أي خسارة أو إصابة أو أضرار أو نفقات قد تنجم عن أو ترتبط بأي شكل من الأشكال باعتماد أي شخص على المعلومات. يتم توزيع هذه المطبوعة مجاناً ولا يجوز توزيعها أو تعديلها أو نشرها أو إعادة نشرها أو إعادة استخدامها أو بيعها أو نقلها أو إعادة إنتاجها كلياً أو جزئياً دون إذن من QNB. وعلى حد علم QNB، فإنه لم تتم مراجعة المعلومات من قبل مصرف قطر المركزي أو هيئة قطر للأسواق المالية أو أي جهة حكومية أو شبه حكومية أو تنظيمية أو استشارية سواءً داخل قطر أو خارجها، كما لم يقم QNB بطلب أو تلقي أي موافقة فيما يتعلق بالمعلومات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.