على اثر دخول قانون حظر ارتداء النقاب حيز التطبيق في فرنسا تحت طائلة دفع غرامة لتصبح بذلك فرنسا أول بلد أوروبي يقدم على مثل هذا الحظر العام خلف ذلك جدلا كبيرا في العالم وخصوصا في صفوف مستخدمي المواقع الانترنت الاجتماعية التفاعلية و كان تفاعلهم برفض مثل هذا القرار الذي اعتبروه ينم عن عدم احترام للحرية الدينية للفرد. حيث اقر هذا القانون البرلمان الفرنسي في 11 أكتوبر 2011بعد نقاش صاخب يستهدف اقل من ألفي امرأة في بلد يعيش فيه بحسب التقديرات ما بين أربعة ملايين وستة ملايين مسلم.
و أجج هذا القانون جدلا كبيرا ليس في صفوف البلدان العربية فقط إنما في الدول الغربية أيضا حيث قالت الولاياتالمتحدة إن للناس "حق التعبير عن اقتناعاتهم الدينية بلباسهم الديني " كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونير "يمكنني أن أُحيلكم إلى الحكومة الفرنسية لتشرح لكم قوانينها لكننا نؤيد الحرية الدينية والتعبير وهذا يشمل الحق في التعبير عن الاقتناعات الدينية عن طريق الملابس الدينية".
من جهة أخرى هاجمت تركيا في شخص رئيس وزراءها رجاء الطيب اوردوغان فرنسا واتهمتها بانتهاك حرية الأديان بعد بدئها تطبيق قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة على النساء المسلمات .
وقال أردوغان إن تركيا هي البلد المسلم الوحيد الذي استنسخ القانون الفرنسي بشأن العلمانية لكنه اعتبر أنه "أمر مثير للسخرية حقا أن ترى أن العلمانية اليوم موضع جدل في أوروبا وتقوض حريات معينة". وأضاف أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ " فرنسا اليوم لا يوجد فيها احترام للحرية الدينية للفرد". كما أن ألمانيا دافعت عن الحرية الدينية وقالت على لسان وزيرة التربية انيت شافان أنها ترغب في أن يعطي أئمة دروسا في الدين الإسلامي في المدارس الألمانية . وأكدت أن في ألمانيا لا يتم فصل الدين عن الدولة حيث تعطى في المدارس دروس في الديانة الكاثوليكية أو البروتستانتية .
كما انتقدته منظمة المؤتمر الإسلامي في شخص أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام المنظمة واعتبرته قرار غير مقبول. وما زاد الطين بلة تغريم الشرطة الفرنسية مواطنة أصرّت على ارتداء النقاب كأول حالة جاءت يوم الاثنين الفارط لتطبيق القانون حيث تزايد عدد الشباب على الموقع الاجتماعي الفيسبوك بصفة مهولة منددين بما اقره البرلمان الفرنسي بمنع ارتداء النقاب بالأماكن العامة.
وجاءت بهذه الصفحات العديد من ردود الأفعال أبرزها تعليق اثار إعجاب العديد أين قالت إحدى المنقبات "ان الحل كذلك في عدم ارتداء زي الشرطة و عدم السماح للأطباء بإجراء عمليات بلباسهم الخاص و عدم المشي في الشارع لاننا لا نرى من هؤلاء الناس إلا ظاهرهم! و لا نعرف إن كانوا أخيارا أو "أشرارا "
من جهة أخرى أكدت خدمة لمراقبة الإرهاب مقرها الولاياتالمتحدة إن حظر فرنسا للنقاب أثار دعوات على منتديات للمتشددين على الانترنت لتنفيذ هجمات انتقامية مسلحة ضد الدولة.
وأشارت إن بعض المشاركين في الرسائل التي رصدت هذا الأسبوع على غرف الدردشة الخاصة بالمتشددين والمحمية بكلمات سرية ولا يتم الدخول إليها إلا من خلال دعوة دعت تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى ردع فرنسا بشن هجمات مسلحة.
