قدرت صادرات فسيفساء مدينة المهدية التونسية الموجهة بالخصوص نحو إيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية وألمانيا بنحو 2700 ألف دينار خلال سنة 2007. ويعد حاليا قطاع الفسيفساء أو "الموزاييك" الذي تشتهر بإنتاجه ولاية المهدية 500 حرفيا و30 مؤسسة، منها مؤسسة مصدرة كليا، مقابل 400 حرفي و20 مؤسسة في سنة 2006.
ويستعد قصر الجم الروماني الأثري لاحتضان الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفسيفساء من 23 إلى 26 أفريل الجاري الذي سيتم في إطاره إقامة سوق للفسيفساء التونسية ومعارض لقطع فسيفسائية قديمة من العهد الروماني ولمجموعات من اللوحات الفسفسائية التي أعهدها خبراء وحرفيون تونسيون وأجانب إلى جانب معرض لمختلف أصناف الحجارة التونسية وورشات تلقين أنماط فن التزويق الفسفسائي وترميمها ينشطها خبراء من تونس وإيطاليا والبرتغال.
كما ستكون التظاهرة فرصة لتباحث سبل تطوير شبكة الأعمال في مجال الفسيفساء والآفاق الاقتصادية لهذا القطاع ضمن أعمال ملتقى دولي ينتظم بالمناسبة. وستسجل علامة جماعية خاصة بفسيفساء مدينة الجم بالمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية ثم بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية لحماية المنتوجات الفسيفسائية التونسية. وتعتبر الفسيفساء أحد أقدم الفنون التصويرية التي أشاعها في الأوّل الرومانيون (القرن الأول قبل الميلاد) باللون الأبيض والأسود للتعبير عن حياة البحر والأسماك والحيوانات، ثم ازدهرت في العصر البيزنطيين الذين أدخلوا في صناعته الزجاج والمعادن، فالمسلمون الذين صنعوا أشكالا رائعة منه في المساجد (المآذن والقباب) والقصور والنوافير والأحواض المائية. وتتألف اللوحة الفسيفسائية عادة من انتظام عدد كبير من القطع الصغيرة الملونة التي تكون بمجملها صورة تمثل مناظر طبيعية أو لوحات بشرية أو حيوانية. ويذكر أن المتحف الوطني بباردو التي تقع على بعد 4 كلم من تونس العاصمة، هو أول متحف في العالم في الفسيفساء الرومانية.
