المراسل-اهتمت عديد الصحف الأمريكية بزيارة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في الاجتماع السنوي السابع والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد سلطت بعض الصحف الأمريكية الضوء على عدد من النقاط في خطابه أمام الجمعية العامة وعند حديثه إلى الصحفيين أو الباحثين الأمريكيين. الموقع الإخباري الأمريكي «ذي دايلي بيست» نشر مقالا بعنوان «الزعيم التونسي يتحدث عن الديمقراطية للمجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية»، وفي الأسطر الأولى التي تقدم خلاصة لأهم ما جاء في حديث المرزوقي، يقول الموقع «إنّ الزعيم الجديد للبلد الذي أشعل فتيل الربيع العربي مازال متخبطا وغير واثق من الدور الذي يمكن أن يلعبه من أجل إرساء الديمقراطية لكنه يؤكد أن المتطرفين خطر حقيقي.» ويعلق الموقع: بالنظر إلى دوره الحقوقي «يتخبط المرزوقي حول الدور الذي يمكن أن تلعبه تونس والغرب في الثورات التي مازالت قائمة في الشرق الأوسط» وعندما وجهت له باحثة سؤالا حول ما إذا كانت تونس يمكن أن تلعب دورا ناشطا لدعم بلدان تحت وقع الديكتاتورية، أجاب «كناشط حقوقي أقول نعم ولكن كرئيس دولة أقول «انظري، اوه، تونس، إي.» كما يقول المرزوقي مازحا «لقد أتينا بالديمقراطية ونحن اليوم من ضحاياها، فالجميع يتمتعون بحرية التعبير إلا الحكومة.» تمر تونس أفضل من تمر الجزائر «كنت أعتقد أنني سأموت قبل أن أشاهد الثورة»، هذا أيضا ما ينقله الموقع عن حديث المرزوقي، ويتابع المقال: إنّ أحد أهم مصادر القلق في تونس هي علاقاتها مع الاقتصاد الأوروبي والسياحة خصوصا، ومع وجود رحلات جوية مباشرة من أوروبا إلى بلدان إفريقية مثل التشاد والسينغال، ستحتاج البلاد إلى مزيد من التنمية حتى تجذب سياحا أكثر» ويضيف الموقع، يأمل المرزوقي أن يتمكن من جلب زوار أكثر من الغرب واليابان إلى تونس حيث السواحل المتوسطية والثراء التاريخي وأفضل تمر في العالم مازحا «فقط لا تخبروا الجزائريين». وبخصوص السلفيين الذين وصفهم المرزوقي ب»متطرفي اليمين المتطرف» فهو يعتبر انهم خطيرون على صورة تونس وليسوا خطيرين على استقرار البلاد.» مضيفا يجب أن نكون حذيرين من متطرفيكم ومتطرفينا فهم خطيرون عليكم وخطيرون علينا.» وفي مقارنة بين الثورات العربية يقول المرزوقي: «تونس دولة محظوظة فقد شهدت ثورة سلمية، فلم يسقط غير 300 شهيد و2000 جريح.» حملة على المتطرفين أما صحيفة «واشنطن بوست» فقد قالت في مقال تحت عنوان «الرئيس التونسي يتعهد بشن حملة على المتطرفين،» إن المرزوقي أكد أنه لا مفر من شن حملة ضد المتطرفين «فالسلفيون ليسوا خطرا على ديمقراطيتنا وصورتنا في الخارج..ولكن على علاقاتنا بأصداقئنا خاصة الأمريكيين.» في حين قالت مجلة «فورين بولسي» من جهتها إن مقترح المرزوقي بإرساء محكمة دستورية دولية أمر غير ممكن التطبيق على اعتبار المشاغل الدولية اليوم المتعلقة خاصة بالتدخل في شؤون سياسة الدول ولكنه يعكس الغضب العميق الذي يكنه القادة الجدد الذين جلبهم الربيع العربي إلى الحكم. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت على موقعها الالكتروني وطبعتها الورقية مقالا للمرزوقي قال فيه إن الاسلاميين «لاعبون سياسيون» كسائر التيارات السياسية؛ وإنهم باتوا الآن أحرارا في المشاركة في النقاشات السياسية والفوز بمقاعد برلمانية، كما إنهم ليسوا بمنأى أو محصنين عن أي انتقادات.وقال إن الإسلاميين في المجمل يمثلون قطاعا عريضا من التيارات والايديلوجيات المختلفة فيما بينهم، وأن ما يعتقده البعض بأن الفصائل أو الجماعات السلفية المتشددة هم التيار الاغلب يجانب الحقيقة.