أسست مجموعة من السياسيين الأمريكيين المتطرفين في مواقفهم تجاه العرب والمسلمين تضم 41 شخصا معظمهم من صقور المحافظين الجدد ثالث لجنة حول ما يعتبرونه الخطر الراهن على الولاياتالمتحدة. وكانت اللجنتان السابقتان لها بمثابة تجسيد لتعبئة الرأي العام الأمريكي لمكافحة الشيوعية والاتحاد السوفييتي (السابق) أما الآن فقد حدد هؤلاء المتطرفون عدوهم الجديد بأنه «الإرهاب الدولي» وقالوا في مؤتمر صحفي عقدوه لهذا الغرض في مبنى الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي أن مهمة اللجنة الوحيدة ستكون «تبني سياسات تهدف إلى كسب الحرب على الإرهاب الدولي ينفذ من قبل إسلاميين راديكاليين معارضين للحرية والديمقراطية.» ويترأس مجلس إدارة اللجنة جيمس وولسي، المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) فيما يشارك في رئاستها كل من العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف ليبرمان، والعضو الجمهوري جون كيل. وفيما ينتمي وولسي وليبرمان إلى تيار المحافظين الجدد، فإن كيل وثيق الارتباط باليمين المسيحي الأمريكي المتطرف. وقال وولسي، الذي غالبا ما أشار إلى المعركة ضد الإسلام الراديكالي بأنها الحرب العالمية الرابعة «إن اللجنة تعتزم أن تظل نشطة إلى أن يصبح التهديد الحالي غير قائم مهما امتد الزمن.» وقد نشر ليبرمان وكيل مقالا يوم الثلاثاء الماضي في صحيفة واشنطن بوست جاء فيه بأن «الكثير جدا من الناس غير مدركين بصورة كافية لمخططات عدونا على نطاق العالم، والتي تشمل شن جهاد ضد كل الأمريكيين وإقامة إمبراطورية دينية في الشرق الأوسط.» وقالا «إن الكفاح الماضي ضد الشيوعية كان في بعض طرقه مختلفا عن الحرب الحالية ضد الإرهاب الإسلامي ولكن التضامن القومي والدولي ينبغي أن يسود على كلا العدوين، فالحرب العالمية ضد الإرهاب الإسلامي هي اختبار لعصرنا.» وقال ليبرمان في المؤتمر الصحفي أن «الغرض من المجموعة الجديدة هي تشكيل جيش من مواطنين من الحزبين يكون مستعدا لخوض حرب أفكار ضد أعدائنا الإسلاميين الإرهابيين وإرسال إشارة واضحة بأن استراتيجيتهم لخداع وإضعاف معنويات وتقسيم أميركا لن تنجح.» وكانت أول لجنة شكلت باسم «لجنة الخطر الراهن» وهي تحالف من خبراء في السياسات الخارجية والدفاعية في عام 1950، وكان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان عضوا فيها، وقد أدخل في حكومته العديد من أعضاء تلك اللجنة، حين جرى إحياؤها مرة ثانية في عام 1976 . وأكثرية أعضاء اللجنة ال 41 معروفون بأنهم من المحافظين الجدد الذين ساعدوا بقوة بقيادة الحملة للحرب على العراق وأيدوا منذ زمن طويل توسيع نطاق الحرب التي تقودها حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد ما يسمونه الإرهاب لتشمل إيران وسوريا والسعودية أيضا، حيث مارسوا ولا يزالوا نشاطهم الفكري في إطار ما يعرف «مشروع القرن الأمريكي الجديد.»